البير عبر التاريخ
بلدة هادية وادعة خضراء .. تقوم في فسيح من الارض , تحيط بها الجبال والاكمات من بعد كانها تزينها او تحرسها وسط واحة تنحدر الادوية من بين تلك الجبال متجهه نحو هذه الواحة فتسقيها بمياة الامطار وتنبت الارض جميل الازهار وتعدد الالوان . وعندما نفسح النظر بينها وبين تلك الجبال والاكمات في ذلك الفسيح من الارض نجد النباتات الجميلة ذات الالوان والروائح المتعددة تكسو الارض جمالا وخضرة وبهاء… على راس تلك النباتات (الرمث ) (والحمض ) وهو اكثرها … هذا النبات الجميل ذو الرائحة الزكيه يحيط بالبلده ويستفيد منه أهلها عدة فوائد خضره ومنظراَ وحطباَ وعلفاَ للبهائم من غنم وابل وغيرها ولا بد منه للابل والغنم (تحمض به) .
تاريخ البير
ذكر ابن حمدان في كتابه (البير) أن معظم المصادر التاريخية ذكرت ان آل حنيحن البدارين الدواسر استولوا على البلد واخرجوا منه العرينات من سبيع عام 1015هـ , سوى المؤرخ مقبل الذكير في كتابه المخطوط ذي الاجزاء الثلاثة والذي تردد في تسمية فقد اضاف معلومه جديده اختص بها حين قال ( البير قرية معروفه في سدير وأمراؤها من العرينات من سبيع وكان ينازعهم فيها آل حنيحن فتغلبوا عليهم واجلوهم عنها فلما كان عام 1015 هـ سطى محمد وعبدالله آل حنيحن في بلد البير واستولوا عليه واخرجوا منه العرينات فعمروه وغرسوه وتداولته ذرية محمد من بعده وهم آل حمد المعروفون نسبة الى حمد بن محمد المذكور وبقي في ايديهم ) وفرق بين هذا النص وبين النص الذي اجمعت المصادر الاخرى المخطوطة والمطبوعة على ايراده وهو ( استولى آل حنيحن .. على بلد البير اخذوه من العرينات عام 1015هـ ) فقد ذكر هؤلاء ان هذا العام هو تاريخ استيلاء آل حنيحن على البير من العرينات , ولكن الذكير اضاف ان النزاع قائم بين الفريقين ( القبيلتين ) منذ امد , وان آل حنيحن تغلبوا على البلد اخيرا وانتزعوه من العرينات واخرجوهم منه ولم يعودوا له بعد ذلك .
وبهذا نستنتج ان انشاء البلد قديم قبل عام 1015هـ , ولكن وقتة غير معروف , وهناك اسر كثيرة في ثادق والصفرات والزلفي والقصيم ونبعة والغاط والقرينه وحريملاء وبعض بلدان سدير من الدواسر اتت من بلد البير , واذا رجعنا لا ستيلا الدواسر على البير عام 1015هـ نجد انه مضى على ذلك الاستيلاء حتي عام 1430هـ 415 سنة و حسب كلام محمد بن حمد بن عبيد حيث قال انه سمع من بعض كبار السن قبل حوالى 50 سنه قولهم ان عمر البير انذاك 514سنه فيكون عمره الان 580 عاماَ أي انه عمر سنة 850هـ 0
البير في المخطوطات
جاءذكر (البير )في المخطوطات التالية :
1- مطلع السعود في اخبار نجد مقبل الذكير
2- تاريخ محمد بن عباد
3- تاريخ محمد بن ربيعة
4- تاريخ احمد المنقور
5- تحفة المشتاق في اخبار نجد والحجاز والعراق عبدالله بن محمد البسام
اليبر في الكتب المطبوعة
1- عنوان المجد في تاريخ نجد /عثمان بن بشر
2- تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد / ابن عيسي
3- الاخبار النجدية محمد بن عمر الفاخري
4- بلاد العرب / الحسن بن عبدالله الاصفهاني / تحقيق حمد الجاسر ود . صالح العلى
5- معجم ما استعجم من الاسماء البلاد والمواضع / عبدالله البكري الاندلسي تحقيق مصطفي السقا
6- صحيح الاخبار عما في بلاد العرب من الاثار / محمد بن عبدالله بن بليهد
7- معجم اليمامه / عبدالله بن خميس
أمراء البير
بعد استيلاء آل حنيحن على البير سنة 1015هـ واخراج العرينات منها تداولتها ذرية محمد بعد ذلك ومنهم
الامير عبدالله بن حمد بن حنيحن الذي قتل عام 1098
هـ ثم الامير حمد بن حسن بن حنيحن الذي قتل عام 1104هـ
ثم الامير دبوس بن حمد بن حسن بن حمد الذي قتل عام 1118هـ
ثم الامير سبهان بن حمد والذي قتل عام 1131هـ
أهالي البير
ومعظم اهالى البير دواسر بدارين . وتوجد اسر من قبائل أخر .. من بني خالد , وبني تميم , وشمر, وعنزه , وقحطان ..
كما توجد اسر من غير هؤلاء و اولئك . والبير هي احدى بلدان منطقة المحمل
وهذا الجذم الحنيحني البدراني الدوسري تفرع الى اسر عديده في المملكة وفي الكويت وفي العراق وفي الشام وفي تونس
البير موقعة واوديته
موقع البلد القديم
والبير القديم الذي كان العرينات يسكنونه يقع اسفل البير بين الطريف والمقيصرة قبل التقاء مجمع الادوية بوادي (ابو فحيحيل ) ولا زالت بعض اثار البلد (بقايا البيوت) واباره موجوده وقد تم تملكها الان كمزارع لبعض الاهالى تبعاَ لتملكهم شعيب البير كله وكانت هناك نخيل ومزارع وابار وبيوت اسفل المكان الحالى لا زالت بقاياها موجوده ومنها : خضراء , ام الشطن , الرويضة ,الغاطية , المشفوعه , ماغضة .
واسط
وبلده البير يسمي (واسط ) ومن شواهد الشعر العامي على تسمية البير بـ (واسط )
قول الشاعر عبدالمحسن بن فوزان بن سويلم :
اولاد ابن بـدارن لعميـت ابصـار مثل النهار الى طلـع يخفـى النـور
اخص اهل (واصط ) الى بار من بار سم الحريب الى انثبـر كـل مثبـور
وقول حزاب بن موسي بن حزاب من قصيدة :
راكـب حـر وركـابـه يــدل يلفى اهل واصط مناعير القبايـل
انشد ابن الشيخ ان كانه مرخص لى في ربوع جلعـوا والـدم سايـل
وقول العجيمي :
ما اذم اهل واصط مناعير صبيان لطامـة العايـل نهـار الكـرارا
ولعل الامتداد التاريخي وانتقال بعض الدواسر من وادي الدواسر الى بلدان :
المحمل وسدير والقصيم واعمارهم لهذه البلدان سبب في تكرار هذه الاسماء على مواقع رحلوا اليها كبلد البير
البير … كان عيناَ
ويرى بعض المورخين ويعتقد بعض الاهالي ان اصل البلد كان عينا او موردا وحدودا مكانها قرب الجامع القديم وان الحجاج والعابرين كانوا يستدلون على قربهم من العين او المورد برؤيه قارة العونية ولعل هناك صلة بين كلمتي العين والعونية وكانت هذه العين على طريق كاظمة الذي سياتي ذكره
وكما اسلفت فان البلد واقع في فسيح من الارض وليست الجبال بعيدة عنه , يطل عليه من الشمال ضلع (جبل ) (ابو مصافح ) ومن الجنوب قارة العونية وجبال أخري ومن الشرق الجبال الفاصله بينة وبين بلدة الصفرات .
طريق الحاج المار بالبير (الطريق الاثري )
وفي الجنوب الغربي من البير وبعد وادي الشريج بينة وبين وادي عبيثران الذى ينطقه البدو (بعيثران )والذي ينحدر سيله لثادق .. في هذا المكان (جبال صغيرة ) توجد اكوام من الحجارة بين كبيرة وصغيرة وبجانبها طريق قديم ازيلت من تلك الاحجار ووضعت (اكواما) على جانبيه , وقد ظلت تلك الحجارة لا تثير انتباه احد حتي جاءت فكرة فتح طريق مع هذا المكان يصل البير وطريق الرياض – الشعيب – الوشم ولعل هذا الطريق للحجاج القادمين من الاحساء والخليج العربي
الاودية والمراعي
تصب في البير عدة اودية كبيرة وهي : 1- شعيب البير 2- وادي (ابا السدر) 3- وادي ابو فحيحيل 4-شعيب المظل 5- المزيرعة 6- المرعى ( الفلاة ) ووقوع البلد فيهذا الفسيح الدمث من الارض الذي ينبت فيه الرمث والثمام والعرفج وغيرها من الاشجار والنباتات الطبية
معالم جغرافية .. في البير
1- قارة العوينة : هي جبل مرتفع شامخ وسامق ململم يقع جنوب البير
2- حصاة الشريج : وهي حجر كبير جدا يزن عشرات الاطنان تدحرج من الجبل الى السهل في شعيب الشريج واصبح معلماَ بارزا على ذلك المكان
3- المزيرعة والقطار
4- جبل (ابو مصافح ): يقع شمال البير
5- الطريق الاثري
6- الطريف : راس بارز من رؤؤس جبل ( ابو مصافح )
7- المقيصرة : هي ثنية تطل على البلد من جهة شعيب البير
8- تحويل مجرى وادي (ابا السدر )
9- ثنية صوار : هي ثنية بارزة يسلكها العابرون شمالاَ مع شعيب البير
10- حبال مرقب العبد : هي اكمة غير مرتفعة في اسفل شعيب البير
11- المداريج : هي احجار وضعت في ارضية الوادي بما يشبة السد يكون سطحها مستوياَ المقصد منها تقسيم السيل
12- طريق حوجان : لعله سمي بذلك لتعرجه بين الجبال والشعاب
13- طي الابارة : في البير كما في غيره ابار مطوية بالحجر من جوانبها بطريقه فنية رائعه
14- جبل (الحصي ) ( الشداد ) : يطل على البير من الشرق بينة وبين وادي (ابو فحيحيل ) والجردة وليس ارتفاعه شاهقاَ .
التعليم :
يوجد في البير : ،
“مدرسة البير الابتدائية للبنات” ،
و”مدرسة البير الابتدائية للبنين” .
الخدمات :
يتوفر في البير مركز أماره و معظم الخدمات الأساسية المهمة حيث يوجد في البير شبكة كهرباء و شبكة مياه ، كما يوجد في البير مكتب بريد ، ولا يوجد في البير هاتف و يوجد في البير محطة بنزين يوجد بها خدمات متكاملة ، كما يتوفر في البير شبكة طرق داخلية و شبكة طرق تربطها بالمحافظات و القرى المجاورة .
الوضع الصحي :
يوجد في البير مركز صحي ، ولكن لا يوجد بها مستشفى لذا يتجهون أهالي البير الى محافظة ثادق للعلاج و نتمنى افتتاح في البير مستشفي من اجل تحسين الوضع الصحي في البير والهجر التابعه لها ومتابعة الأمراض المزمنة مثل حالات السكر والضغط لكبار السن .
الوضع الاقتصادي :
كان الأهالي البير يعتمدون في معيشتهم على الزراعة و تربية الحيوانات ، إلا إن الاعتماد على الزراعة بدأ يتراجع تدريجيا خاصة مع التوجه إلى الوظائف الحكومية المختلفة ،و ما زال عدد قليل من الأهالي يعتمدون على الزراعة في معيشتهم .و يعمل عدد كبير من أهالي البير في الوظائف الحكومية المختلفة ،مثل التعليم و الصحة و القوات المسلحة والداخليه و يعمل عدد كبير أيضا في مجال التجارة حيث يوجد عدد كبير من المحلات و المؤسسات التجارية في الرياض والمنطقة الشرقيه .
كتبه اخوكم المثمن لجهودكم
فهد بن عبدالمحسن بن عبدالله المحيسن