الشيخ القاضي محمد بن مقرن الودعاني الدوسري رحمه الله

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد 
وكم هي نعمة كبرى ، وفضيلة جلَّى أن توجد بيوت العلماء من قبيلة الوداعين الدواسر  وهم :
 
9 – (( ابن مقرن الودعاني )) 
 
قال الشيخ عثمان بن عبدالله بن بشر رحمه الله في كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد: [ وفي أول هذه السنة (1267هـ) توفي العالم الفقيه النبيه ذو العقل الفائق والرأي الصائب مفيد الطالبين وأحد الفقهاء المدرسين من قد اشتهر فضله وسيرته وترجع ملوك عصره إلى مشورته الشيخ القاضي محمد بن مقرن بن سند بن علي بن عبدالله بن فطاي الودعاني الدوسري رحمه الله تعالى وعفا عنه برحمته وأسكنه بحبوحة جنته آمين.
 
كان رحمه الله فطناً متيقضاً له عقل راجح ورأي صائب ووجه سامح صابح إذا قال رأيت قوله مسكت عن الجواب وإذا أشار بالرأي رأيت يلوح من رأيه الصواب. استعمله سعود رحمه الله (سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود) قاضياً في بلدان المحمل وكان في بعض الأوقات يرسله قاضياً في نواحي مملكته فأرسله مرة إلى عمان ونفع الله به وأصلح الله عمان على يديه ثم أرسله قاضياً لعبدالوهاب أبونقطة في ناحية عسير من اليمن وأرسله أيضاً إلى غير ذلك. ولما كن في ولاية تركي رحمه الله (تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود) أرسل إليه وأقام عنده وأثبته على عمله في القضاء على بلد المحمل ثم لما قضى الله تعالى بظهور الدولة المصرية ووصل خرشد باشا إلى الرياض وطاعت له نجد ذُكر له وأُثني عليه عنده فأرسل إليه فلما قدم عليه أكرمه غاية الإكرام وألزمه القضاء عنده ثم تعلل بأعذار فأذن له ورجع إلى وطنه.
 
ثم لما ولي عبدالله بن ثنيان (عبدالله بن ثنيان بن إبراهيم بن ثنيان بن سعود) إمامة نجد حظى عنده فلا يسلك جهة إلا وهو معه فلما جاء الله تعالى بفيصل (فيصل بن تركي) وذهب الشقاق عن المسلمين وانفصل. أكرمه أيضاً وأرسله قاضياً في الأحساء في وقت الموسم فعلق من الأحساء بحمى فلم يزل محموماً سقيم البدن حتى توفي في هذ السنة رحمه الله تعالى وعفا عنه. وكان من بيت حسب ونسب يجتمع نسبه مع عشيرته أهل الصفرة في فطاي بن سابق وهم يجتمعون مع أهل بلد الشماسية البلد المعروف في القصيم في سابق بن حسن ثم يجتمعون مع الحمدات أهل بلد العودة المعروفة من قرى سدير الذي يقال لهم آل شماس مع أهل الشماس المعروف عند بلد بريدة في القصيم في جد واحد ويجتمع الجميع مع قبيلة الوداعين في غانم بن ناصر بن ودعان بن سالم بن زايد وهو الذي تنسب إليه قبائل آل زايد الدواسر نقلت ذلك من خط الشيخ محمد وبيده قدس الله روحه.
 
وكان جده سند بن علي ذا كرم وخيار يشار إليه في بلده المعروفة بالصفرة ملك فيها عقارات كثيرة أكثرها غرسه وخلَّف أولاداً منهم مقرن أبو الشيخ محمد وعلي وسلطان وزومان. فخلَّف مقرن الشيخ محمد وإخوته زامل وعبدالعزيز وحمد. وخلَّف ابنه علي: حمد ومحمد وعبدالله. وخلَّف ابنه زومان حمد ومحمد. وخلَّف ابنه سلطان عبدالله وعبدالرحمن وعبدالعزيز وإبراهيم وكل من هؤلاء المذكورين تناسلوا وتكاثروا.
 
فلما كان على رأس المائتين بعد الألف ظهر أولاد سند المذكورين في قرية دقلة المعروفة فغرسوها وأحكموا بنائها وكان ماؤها يفور في كل سنين الجدب.
 
فلما نشأ الشيخ وكبر وكان له فطنة ومعرفة من صغره أشار على بني عمه بغرس بلد القرينة المعروفة عند بلد حريملاء فظهر فيها هو وعمه سلطان وبنوه وبنو أعمامه علي وزومان وإخوته زامل وعبدالعزيز وحمد وذلك في سنة اثنين وعشرين ومائتين وألف فغرسوها وأحكموا سورها ونزلها الشيخ ونزلوها معه.
 
كان هو القاضي في بلد حريملاء تزوج فيها وتأتيه الخصوم من بلدان المحمل فيها. فتارة يجلس في غرسه وعند أهله وتارة في حريملاء وذلك في كل أسبوع. وكان له مجلس إذا كان في حريملاء لتعليم الطلبة ويجلس عنده حلقة أول النهار ووسط النهار سوى تدريس المجلس العام وانتفع به عدد كثير منهم الشيخ عبدالرحمن بن عدوان والشيخ عبدالرحمن بن عزاز
المصدر:
1-عنوان المجد
300,424,/1,32,37,38,45123,180/2
2-روضة الناظرين 198/2
قضاة حريملاء
3- قضاة حريملاء 18
 
كتبة الاستاذ / ابراهيم بن حمد ال الشيخ