الشجاع البواردي : حمد آل صبيح
اسمه : حمد بن صبيح البدارين الدوسري
– من أهل البير –
“( حمد ابن صبيح يرد حلال أهل الديره )
ابن صبيح شجاع من الرماة المهره الذين لا يخطئون الهدف
من أخباره مارواه عبد الله بن حمد بن ابراهيم انه تزوج في بلد مجاور فكان يذهب لزوجته بين حين وآخر وفي إحدى المرات وجد امرأته خارج الدار ومن بقي من أهل البلد في هلع وانشغال لأن الحنشل ( القوم ) استاقوا غنهم فاستنجدت زوجته
وطلبت منه الفزعة والعون في استرداد الحلال وقالت انه لا يليق بك الإخلاد للراحه وحلال قومها قد أُخذ
فأمرها أن تجهز راحلته وجوّخ أي : ( لبس لباس الحرب ولبس ( الفيس ) طاقية حمراء على رأسه (والجوخ الأحمر في ماضي الصحراء هو خاص بالشخص الذي يتّصف بالشجاعه، وذلك ليتميز به عن غيره ، من يلبسه فقد وضع صدره مضرب لسيوف الفرسان، ومرمى لسِهامهم، ومطعن لرماحهم، شاهراً بذلك صدره عن سِواه تحدياً وفروسية . ( ١)
وذهب ابن صبيح إثر الجماعه الذين ذهبوا لإسترداد الحلال فقابلوه في الطريق آيبين يائسين وبيّنوا له أن القوم ذهبوا بالحلال وأنهم لم يستطيعوا استردادها لكثرة القوم واستعدادهم ووجود رماة معهم فلم يعبأ بذلك وواصل سيره وصمّم على استرداد الحلال لأجلهم ولأجل عيون زوجته وطلب من بعض الجماعه مرافقته للعناية بالغنم لدى استردادها لأنه واثق من نفسه ولما أدركوهم ورأى زعيمهم شبح ابن صبيح قادماً
( يهوذل ) قال لقومه لقد جاءكم بواردي فاستعدوا له فجلس كل منهما ( ابن صبيح وزعيم العصابه ) خلف شجره لاصطياد غريمه ( مبارزه ) فعمد ابن صبيح إلى حيله ( والحرب خدعه ) بأن رفع طاقيّته عن رأسه بغصن شجره فبادر الطرف الآخر برمي الطاقيه ظاناً منه أنها أصابت رأس خصمه فطارت في الهواء من أثر الرميه وعمد ابن صبيح إلى السقوط والتدحرج كأنه أصيب ، وهنا ظن الرجل أن خصمه ( ابن صبيح ) قد مات . فوقف وأخذ يرقص فرحاً بالنصر فما كان من ابن صبيح إلا ان عاجله برمية أصابته في مقتل فانهزم القوم واسترد الغنم وعادوا منتصرين
وقال عبد العزيز بن حمدان ان ابن صبيح لما انسدح جعل البندقيه بين أُصبعي قدمه وصوّبه بطلقه واحده !
وهذا يدل على دقته في الرمايه رحمه الله
وعاد ابن صبيح يجرّ حلال القوم خلفه وهو ينشد :
وإن وخذت المعزا لزماً يجنْ ” وإن حال دونه عسكر ما نخليه
لعيون من حجله بساقه يرن ” أبو قرون بالشمطري مغذيه
ومن أخبار ابن صبيح التي تدل على شجاعته ودقّته في الرمايه
ذات مرّة جاءه أحد أمراء القبائل ورجاله للتزود بالماء من بئر معطله مجاورة لنخله قرب ماغصه(٢) فحفروا البئر قليلاً حتى خرج عليهم الماء فاستقوا ولكنهم رأو التمر في المزرعه فطمعوا فيه وكان ابن صبيح قد ذهب لصلاة الجمعه فهدموا ثلمة في السور الذي يبلغ ارتفاعه ٨ عروق ونزلوا في المزرعه وأخذوا يفرغون التمر في أوانيهم فرأتهم ابنة ابن صبيح فأسرعت لوالدها في المسجد فأخبرته فجاء وصعد على المربّعه وأنذرهم وطلب منهم ترك التمر والإرتحال فوراً فلم يعبأوا به وأخذوا يملئون أوانيهم من الماء فأطلق عليهم طلقه جعلها في ( عصا الشداد ) فوق يد ممسكها ثم أطلق ثانيه في ( القلص ) فمزقه وحلف أن تكون الثالثه في لحم ! فعلموا أن لا قِبَل لهم به وطلبوا مهلة لتفريغ التمر ليأخذوا أوانيهم فارغه وهذا ماكان
وفاته رحمه الله :
كانت وفاته في مكان أسماه أهالي الديره ( حبال مرقب العبد) وهي أكمه غير مرتفعه في أسفل شعيب البير بينه وبين مفيض شعيب الصفرّات، مكسوّه بالرمال وبالقرب منها بئر لا زالت بقاياها موجوده الان تسمّى – بئر ابن صبيح – ولها قصّه متدواله بين الأهالي وهي : أن حمد بن صبيح المذكور كانت بينه وبين أفراد بعض القبائل عداوه ربما لشجاعته وقهره لهم ، فلما بدأ بحفر البئر جعل خادمه في أعلى الأكمه ووضع له ( مرقباً ) ( كومه من الحجاره ) ليخبره عندما يأتي الأعداء ليخرج من البئر ويطردهم بطريقته الخاصّه . وفي أحد الأيام فاجأ الأعداء العبد ( وكلنا عبيد لله ) وهو نائم فقتلوه ، وأتوا إلى ابن صبيح وهو في بئره فدفنوه فيها فسمّي المكان ( حبال مرقب العبد ) .
المصادر
جمعه ورتّبه : أحد أفراد الأسره
– نُقل من كتاب البير للحمدان بتصرف يسير
(١) تعريف من الناقل للجوخ
(٢) أسم لمكان قرب مزرعته