الشيخ الزاهد العابد أبو ابراهيم. محمد بن ابراهيم المهوس رحمه الله تعالى.
كتب إليَّ ابنه الشيخ الدكتور يوسف المهوس بما نصه: [ الاسم: محمد بن ابراهيم بن محمد المهوس، من قبيله الدواسر (البدارين)
ولد عام ١٣٣٤ – في محافظة ثادق – ١٣٥كلم شمال الرياض.
أمه سلمى الدريهم ، توفيت رحمها الله وعمره ست سنوات ، وهو وحيد أمه.
وله إخوة وأخوات من الأب وهم حمد وعبدالعزيز وهيا وموضي – أمهم : سارة الحميدان رحمها الله – .
مهنته: مقاول في بناء البيوت الطينية في الرياض ، وكان من البنّائين المتميزين ويلقب : “أستاذ بناء” .
تزوج ٣ نسوة وهنَّ :
١- هيلة المهوس – رحمها الله ، توفيت في حياته – .
٢- سارة المعجل – طلقها – .
٣- سارة المحيذيف – توفي وهي في ذمته – ولديه ١١ ولداً منهم ٤ أبناء و ٧ بنات وهم:
سليمان، و عبدالرحمن ، و عبدالله، و د/ يوسف
سلمى > زوجها ابراهيم العوشن
فاطمة > زوجها القاضي ابراهيم العود
سارة > زوجها عبدالرحمن الجاسر رحمه الله
حصة > زوجها علي العبود
مريم > زوجها محمد العصيمي
زينب > زوجها ابراهيم المعجل
أمل > زوجها عبدالله المحيذيف
وله من الأحفاد وأحفادهم (١٣٣) حفيد وحفيدة.
كان محباً للقرآن الكريم حيث كان يختم القرآن كل ثلاثة أيام ، وكان محباً للعلم وأهله حيث كان يجتمع في بيته في حي أم سليم كل يوم بعد صلاة المغرب درس في التفسير للشيخ – يوسف .. سوري الجنسية أستاذ بكلية الشريعة بجامعة الامام .
حجّ واعتمر أكثر من ٤٠ عمرة وحجة.
وكان يصحب عماته وأقاربه المحتاجين معه بالحج والعمرة ، وقد حج مرة على قدميه من ثادق وحتى مكة بصحبة أحد المكفوفين كان يقود بعيره له .
وصام شهر رمضان أكثر من ٣٠ سنة في مكة المكرمة ، وكان يعتكف بالمسجد الحرام
ويشرف بنفسه على تجهيز وجبات للصائمين من خبز وتمر في المسجد الحرام.
وكان رحمه الله كثيراً ما يأمر بالمعروف وينهي عن كثير من المنكرات وخاصة التفريط بالصلاة ، وحلق اللحية ، وشرب الدخان.
وكان كريماً في استقبال الضيوف في منزله يومياً .
في آخر عمره كثرت عليه الأمراض فأصبح مقعداً ومع ذلك لم يترك الوضوء مع مشقته عليه ، حيث كانت زوجته توضأه في فراشه ، وكان يحمل بالعربية للصلاة في المسجد حيث اشترى بيتاً ملاصقاً للمسجد بحي الفاخرية .
توفي رحمه الله :
صباح يوم الجمعة الموافق ١٩ / ٣ / ١٤١٩
في مستشفي الشميسي، وتم دفنه بمقبرة العود بالرياض .
رحمه الله رحمة واسعة وجميع موتى المسلمين ]
انتهى ماكتبه لي الشيخ د/ يوسف. وأما أنا فأقول :
عرفت هذا الشيخ الكريم وأنا في المرحلة الثانوية وكان له لقرآءته. كان بيته مفتوحا طوال اليوم. أشهد بهذا وكنا نجتمع في بيته وكان يكثر من التذكير بثلاث١/ المحافظة على الصلاة٢/ برالوالدين٣/ قرآءةالقرآن. أتذكّر أنه مرة ناداني وكان متكدّر الخاطر فسألته عن سبب تكدره فقال : إن المسجد سيغلق للترميم . ثم أعطاني ورقة وقلماً وقال: اكتب للأميرة العنود طلبا أن تهيء أحد مستودعات القصر لنصلي فيه فكتبت الخطاب فلبت الأميرة رحمها الله طلبه وجهزت مكانا وفرشته للصلاة. وكان رحمه الله معظّماً لشأن الصلاة محافظة عليها وتبكيراً لها وكثرة وصاية وأمراً بها.والذي أجزم به بل أكاد أن أقسم أنني لم أر الشيخ محمد المهوس مصلياً مع الجماعة إلا في روضة المسجد خلف الإمام.ولم أره مرة بعيداً عن موقف الإمام.فكنت أصلي في الصف الثاني أو في طرف الصف الأول وتعوّدت على روئيته يتلو القرآن حتى تُقام الصلاة [ ومما كان عادة لازمة له مجلس بعد صلاة المغرب في بيته يحضره ثُلّةٌ من أصحابه الصالحين منهم أبو حيمد والسياري والشهوان وشيخ وقور مهاب من سوريا اسمه يوسف.كانوا يجتمعون بعد صلاة المغرب في بيت الشيخ محمد ويقرأ عليهم ابن شهوان في تفسير ابن كثير ويتولى الشيخ السوري يوسف التعليق على القرآءة.فإذا غاب ابن شهوان قرأ الشيخ يوسف وعلّق.وقد حضرتُ مجلسهم مرات كثيرة.فكان مما لحظته.حرصهم على حضور المجلس وحسن إنصاتهم أثناء القرآءة والتعليق.والذي شدني أكثر أنّ الشيخ السوري كان مهاباً بهيئته ولحيته وعلو مرتبته الأكادمية ووقاره أثناء الكلام.وكان معروفاً بقلّة الكلام وكان بينه وبين أولئك الحاضرين محبة عظيمة.فكانوا لايبدأون بصب القهوة حتى يأتي.وحرصهم على سؤاله فيما قد يشكل.وفي المقابل كان الشيخ السوري على واسع علمه وثقافته يحترم أولئك ويتبسّط معهم في أسلوب الكلام ويكثر من الحديث معهم.ويحصل بينهم أحياناً نوع من المزاح اللفظي الذي لايخرم ستار المروؤة. بل بلغ من محبة الشيخ السوري لهم أنّ أحد أهل الحي حضر ذلك المجلس مرة وتكلّم مع أحد أولئك المسنين بأسلوب فيه نوعُ تهكم. فغضب الشيخ يوسف وأغلظ الخطاب مع ذلك المتكلم وأمره باحترام ذلك المسن والتأدب في الخطاب معه ومع أمثاله.وأن صاحب المجلس والحاضرين لانرضى بما يسوء مجلسنا.وكان صاحب الدار(الشيخ محمد المهوس) والجميع مطرقين لعتاب الشيخ لذلك الرجل.فعرفتُ عظيم المحبة بينهم وكنتُ أغبط أولئك إذا رأيتهم في ذلك المجلس في حبور وسرور.فرحم الله ميتهم وبارك في حيّهم. وأسجل هنا شهادة لذلك المجلس فأقول: لم أحضر مجلس علم بعد مجالس كبار مشايخي أفضل ولا أطيب من ذلك المجلس المبارك في بيت ذلك الرجل الصالح.فلقد كان فيه من الراحة النفسية والبدنية ماالله به عليم.[ ومن لطائف ذلك المجلس المبارك أنني كنت أرى طفلاً صغيراً وهو أحد أبناء هذا الرجل الصالح يقف أحياناً عند باب المجلس وتارة يُطِلُّ برأسه علينا.ثم يدخل إلى جوف البيت. تكرر هذا الموقف غير مرة.وعرفتُ بعد ذلك أنَّ إسم ذلك الطفل هو :يوسف بن محمد المهوس. وهذا سابقاً وأما لاحقاً فيُسَمّى: إمام وخطيب جامع عثمان الشيخ الدكتور يوسف بن محمد المهوس.وقد شاء الله تعالى أن أدرّس الشيخ يوسف في المرحلة الثانوية .وكان حريصاً على الدرس كحرصه في طفولته على النظر إلى مجلس أبيه أثناء درس التفسير.وبهذا تكون معرفتي بالشيخ يوسف في حال كونه طفلاً وطالباً وزميلاً. وحسن الظن بالله أن ألتقي به رفيقاً في فردوسه الأعلى مع والدينا وإخواننا وجميع أحبابنا ]
هذا ما كتبه شيخي د/ عبدالعزيز السدحان
عن والدي الشيخ / محمد بن ابراهيم المهوس ،
وذلك في كتابه : ( صالحون عرفتهم ) :