ملاحظات حول كتاب: “قبائل إقليم عسير في الجاهلية والإسلام” (9)(10)

قبائل إقليم عسير في الجاهلية والإسلام 10/9

يواصل الأستاذ الشرافي نقده على كتاب الدكتور عمر بن غرامة العمري حول هذا المؤلف.

10- في 265/2: ذكر(المحدث سليمان بن علي الربيعي – نسبة إلى ربيعة الحجر ثم الأزدي يكنى بأبي عكاشة) وعده من أعلام عسير.أقول:

أ. لم أجد في نسب المترجَم له (الربيعي) نسبة إلى ربيعة الحجر في مرجعه تهذيب التهذيب، وإنما الربعي بدون ياء قبل العين، قال ابن حجر: (سليمان بن علي الربعي الأزدي أبو عكاشة البصري)(20).

ب. ذكر الأصفهاني(بالفاء): (من ربعة الأزد سليمان بن علي أبو عكاشة الربعي ثم ذكر قول الأصبهاني (بالباء): الربعة هو ابن الغطريف الأصغر بن عبد الله بن الغطريف الأكبر وهو عامر بن بكر بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران بطن من الأزد) (21) وعلى هذا فالمترجم له من ربعة زهران لا من ربيعة الحجر كما ذكر المؤلف ومن ثَمّ يخرج كونه من أعلام عسير.

11 في 268/2: ذكر (المحدث سنان بن يزيد التيمي (هكذا) أبو حكيم الرهاوي نسباً…روى عنه ابن ابنه محمد بن يزيد) وعده من أعلام عسير ضناً منه أنه من الرها المذحجية.

أقول:

أ. التيمي صحتها التميمي نسبة إلى قبيلة تميم بن مرّ، وليس إلى تيم قريش التي منها الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

ب. كلمة (الرهاوي نسباً) لم أجدها في تهذيب التهذيب وهو معتمده، والصحيح أنه مولى قبيلة تميم ومن أهل مدينة الرها، قال المزي: (سنان بن يزيد التميمي أبو حكيم الرهاوي والد أبي فروة يزيد بن سنان بن يزيد الرهاوي مولى بني طهية من بني تميم) (22)، وفي كتابي الثقات والمجروحين ما يبين سُكنى أبنائه مدينة الرها قال: (يزيد بن سنان بن يزيد الجزري وهو مولى بني تميم كنيته أبو فروة وكان ينزل الرها) (23).

وعلى هذا ينتفي كون المترجَم له من قبيلة الرها أو من أعلام عسير.

12.في 270/2: ذكر (المحدث سلام بن مسكين بن ربيعة الأزدي يكنى أبا روح وعده من أعلام عسير) أقول:

أ. المترجم له من بني النمر بن عثمان من زهران، قال الحازمي: (النمري): منسوب إلى النمر بن عثمان بن نصر بن زهران… منهم سلام بن مسكين النمري)(24).

ب. ديار النمر بن عثمان بين غامد ودوس كما حكاه الهمداني (25).

وعلى هذا ينتفي كونه من أعلام عسير.

13- في 275/2: ذكر (المحدث شعيب بن الحجاج المعولي الأزدي) وقد عدّه من أعلام عسير.

اقول:

أ. الحجاج صحتها (الحبحاب) والمترجَم له من موالي المعاول قال ابن سعد: (شعيب بن الحبحاب ويكنى أبا صالح مولى لبني زافر بطن من المعاول والمعاول من الأزد أخبرني بذلك رجل من ولد شعيب)(26)

ب. المعاول سكناهم في عُمان، (وهم بنو معولة بن شمس بن عمرو بن غنم بن غلب بن عثمان بن نصر بن زهران) (27) منهم ملوك عُمان آل الجلندي، وديارهم بعُمان وادي المعاول(28)، وعلى هذا يخرج المترجَم له من أعلام عسير وكذا الأمر بالنسبة لمهدي بن ميمون (382/2) ولأخي المترجم له أبو بكر بن شعيب ( 416/2).

14 في 288/2: ذكر (المحدّث عباس بن يزيد بن أبي حبيب النجراني الحارثي المذحجي يعرف بالعبدي قاضي همدان).أقول:

أ. لم أجد في تهذيب التهذيب وهو مرجعه إضافة (الحارثي المذحجي)في نسب المترجَم له ولعلها من إضافات المؤلف ظناً منه أن المترجَم له من نجران التي تقطنها قبيلة الحارث بن كعب من مذحج فنسبه إليهم.

ب. النجراني صوابها البحراني بالباء والحاء وهكذا وردت في تهذيب التهذيب وهو مرجع المؤلف(29)، و قال ابن حجر في كتابه الآخر: عباس بن يزيد بن (أبي) حبيب البحراني بالموحدة والمهملة البصري يلقب عباسويه ويعرف بالعبدي كان قاضي همذان) (30)

ج. ورد في اللباب في تهذيب الأنساب: البحراني: بفتح الباء الموحدة وسكون الحاء المهملة وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى البحر أو الجزائر أو استدامة ركوب البحار أو كان ملاح السفن والمشهور بها… العباس بن يزيد بن أبي حبيب البحراني.. قلت (ولا زال الكلام لابن الأثير) قد تعسف السمعاني (صاحب كتاب الأنساب) في هذه النسبة وخرج عن قاعدة النحاة، فإنهم ينسبون إلى البحر بحري وإنما البحراني منسوب إلى البحرين (31).

د. هو قاضي همذان بالذال المعجمة: البلد المعروف وليس بالدال المهملة نسبة لقبيلة همدان كما ذكر المؤلف. قال البغدادي: (أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى البزاز بهمذان حدثنا أبو الفضل صالح بن احمد بن محمد التميمي الحافظ قال: العباس بن يزيد بن أبى حبيب أبو الفضل البحراني قدم همذان وحدث بها كتبا كثيرة من مصنفاته وغيرها…وقال: صالح التميمي ذكر إبراهيم بن عمروس قال: سمعت محمد بن إسحاق المسوحي وكان حافظا اصبهانيا قال: وافيت البصرة فقال لي المحدثون بها فيما جئت قلت: طلب الحديث فقالوا عندكم العباس بن يزيد البحراني قلت نعم فقالوا ما تصنع عندنا)(32)

ه. ورد في أغلب المراجع قولهم يعرف بالعبدي(33) فلعله من عبد قيس إذ النسبة إليهم عبدي كما ورد في كتب الأنساب وهم سكنة البحرين.

وعلى هذا ينتفي كون المترجَم له من قبيلة مذحج أو من أعلام عسير.

15.في 291/2ذكر (المحدث عبد الله بن بحير بن ريسان المرادي المذحجي يكنى أبا وائل يقال له الصنعاني وهذا خطأ فالصنعاني هو: عبد الله بن بحير بن وائل الصنعاني القاضي(هكذا) فليعلم هذا يتشبهان في الكنية والاسم ويزيد هذا هو: بن ريسان المرادي) أقول:

أ. ابن ريسان هو ابن وائل فالشخصية واحدة، وهو قاص وليس (قاضي) وأول من فرق بينهما ابن حبان في كتابه الثقات وردّ عليه الذهبي، قال ابن حجر: (عبد الله بن بحير بن ريسان المرادي أبو وائل القاص اليماني الصنعاني…قال الذهبي: لم يفرق بينهما أحد قبل بن حبان وهما واحد).(34)

ب. لو صح التفريق بينهما فكلاهما من صنعاء قال الذهبي: (عبد الله بن بحير بن ريسان المرادي أبو وائل الصنعاني القاص)(35) فنسب ابن ريسان إلى صنعاء.

وكذا قال المزي: (عبد الله بن بحير بن ريسان المرادي أبو وائل القاص اليماني الصنعاني)(36).

وعلى هذا ينتفي كون المترجَم له من أعلام عسير لكونه صنعانياً.

16- في 294/2: ذكر (الراوي عبد الله بن سراقة بن المعتمر بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب الأزدي)

أقول:

أ. المترجَم له عدوي قرشي لا أزدي قال ابن حجر: (عبد الله بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أذاة بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي من رهط عمر”ابن الخطاب “)(37)

ب. هنا خلط المؤلف بين الصحابي عبد الله بن سراقة بن المعتمر العدوي القرشي رضي الله عنه وبين عبد الله بن سراقة الأزدي رحمه الله. قال ابن حجر: (عبد الله بن سراقة الأزدي البصري وثقه العجلي وقال البخاري لا يعرف له سماع من أبي عبيدة من الثالثة، أما عبد الله بن سراقة بن المعتمر العدوي صحابي وهِم من خلطه بالأول)(38).

وعلى هذا ينتفي كون المترجَم له من الأزد أو من أعلام عسير.

17- في 308/2: ذكر (المحدث عبد ربه بن عبيد الجرموزي الأزدي مولاهم أبو كعب البصري) وقد عدّه ضمن أعلام عسير.أقول:

أ. هو من موالي الجراميز من الأزد نسبة إلى جرموز بن الحارث بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس

ب. أماكن تواجد بني مالك بن فهم ومنهم الجراميز عُمان، قال ابن دريد: فمن قبائل دوس العظام: مالك بن فهم وهم بعمان)(39).

فعلى هذا ينتفي كون المترجَم له من أعلام عسير.

قبائل إقليم عسير في الجاهلية والإسلام 10/ 10

18- في 323/2: ذكر (المحدث عبيد الله بن هرير بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج الحارثي) ضمن أعلام عسير، ظننا منه أنه من بني الحارث بن كعب من أهل نجران.

والصحيح: أنه أنصاري أوسي وجد أبيه الصحابي رافع بن خديج يُعد من صغار الصحابة رضي الله عنه، قال ابن حزم: (فمن بني جشم بن حارثة بن الحارث: رافع بن خديج) (40) فعلى ذلك هو من بني الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس: ولعل هذا الذي جر المؤلف للقول بأنه من بني الحارث بن كعب المذحجية سكنة نجران.

فعلى هذا ينتفي كون المترجَم له من أعلام عسير.

19- في 331/2ذكر (المحدث عقبة بن وساج بن حصين الأزدي البرساني) وعدّه من أعلام عسير.

أقول:.المترجَم له من زهران، من بني برسان وهو برسان بن عمرو بن كعب بن الغطريف الأصغر بن عبد الله بن الغطريف الأكبر وهو عامر بن يشكر بن مبشر بن صعب بن نصر بن زهران (41)، وعلى هذا يخرج المترجَم له من أعلام عسير وكذا ابنه وساج بن عقبة (397/2).

20- في 380/2ذكر (المفضل بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي) وعدّه من أعلام عسير.

والصحيح أنه من أعلام عُمان وأبوه الفارس المشهور، قاتل الخوارج المهلب بن أبي صفره العتكي، وأصلهم من أزد العتيك (أزد دبا) اليمانية التي هاجرت من موطنها الأصلي في اليمن واستقرت بين عُمان والبحرين (42).

21 في 398/2: ذكر (وقاء بن إياس الأسدي الوالبي الجنبي) وعدّه من أعلام عسير ضناً منه أنه من جنب مذحج.

أقول:

أ. الصحيح أنه من أسد بن خزيمة، من بطن والبة قال ابن الأثير: (الوالبي: هذه النسبة إلى والِب بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، وهو بطن من بني أسد، ينسب إليهم جماعة، منهم سعيد بن جبير الوالبي الكوفي مولى والبة أحد أئمة التابعين،. …..وأبو يزيد وقاء بن إياس الوالبي)(43)

ب. ديار أسد نجد وأطراف العراق، ففي معجم قبائل العرب: (منازلهم كانت فيما يلي الكرخ من أرض نجد وفي مجاورة طيء)(44)، وفي مسالك الممالك للأصطخري (أنه من قرب السماوة إلى حدّ بادية البصرة فسكانها قبائل من بني أسد)(45).

ج. ورد نسبته إلى جنب هكذا (ويقال الجنبي) بصيغة التمريض وليس بالجزم ولم أجد من ينسبه إلى مذحج.وعلى هذا يخرج المترجَم له من أعلام عسير.

22- في 459/2ذكر (الشاعر ثابت بن كعب (قطنة) بن جابر من المدرك بن المهلب الدوسري الأزدي له أبيات من قصيدة قالها حينما حاولت بنو تميم الاعتداء على إحدى القبائل الأزدية بوادي العقيق – الدواسر – فقال:

ألم ترا دوسراً منعت أخاها

وقد حشدت لتقتله تميم

أقول: أ. هو ثابت بن كعب وقيل بن عبد الرحمن بن جابر من العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو بن عامر من الأزد (46).

ب. والمدرك بن المهلب العتكي معاصراً له وليس جدا له، بل قال فيه شعرا ومنه:

رددنا مدركا بمردّ صدق

وليس بوجهه منكم كلوم

ولهذه القصيدة مناسبة ذكرها ابن جرير الطبري وابن إياس في حوادث سنة 101ه (47)، فقد قالها ثابت قطنة يمدح ألفي فارس من قومه الأزد، لما انجدوا مدرك بن المهلب الأزدي ومن معه في خراسان، وعلى هذا فالوقعة في خراسان وليست بالعقيق.

23 في 467/2: ذكر (الشاعر خداش بن زهير الأزدي)،واستشهد بقوله:

فيا أخوينا من أبينا وأمنا

إليكم إليكم لا سبيل إلى جر(جسر)

دعوا جانبي إني سأنزل جانباً

لكم واسعاً بين اليمامة والقهر

أبي فارس الضحياء عمرو بن عامر

أبى الذل(الذم) واختار الوفاء على الغدر

قال: وقد نسبته إلى الأزد بناء على ما جاء في البيت.. وهو من أولاد زائد لأن الموضع الذي ذكره في البيت الثاني هو: بلاد الدواسر.أقول:الصحيح أنه عامري، قال ابن حزم في جمهرته (48): خداش بن زهير بن الأزهر ابن ربيعة بن عمرو فارس الضحياء بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.وعلى هذا يخرج المترجَم له من الأزد ومن آل زائد وكذا أعلام عسير.

إلى هنا تنتهي ملاحظاتي على كتاب قبائل إقليم عسير في الجاهلية والإسلام للأستاذ / عمر بن غرامة العمري، ولي عودة إن تيسر الأمر لاستدراك ما فات والله المستعان وعليه التكلان.

(40) جمهرة انساب العرب ص

340.(41) جمهرة انساب العرب ص385، اللباب لابن الأثير

96/1.(42) “البداية والنهاية” لابن كثير42/9، “المعارف” لابن قتيبة ص 399، تاريخ الإسلام للذهبي (207/33). (43) اللباب 424/2.(44) عمر كحالة

21/1.(45) مسالك الممالك للأصطخري ص

22(46) مختار الأغاني لابن منظور234/2، والكامل في التاريخ لابن الأثير

346/4.(47) تاريخ الأمم والملوك، تاريخ الموصل حوادث سنة 101ه. (48) ص