الإعلام بما في كتاب الدواسر من الأوهام
كتبة الاستاذ : مسفر بن محمد الشرافي
ونقله أخوكم : فهد المحيسن
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فقد خرج إلى الساحة في الآونة الأخيرة كتاب أخينا الشيخ أبي وثيلة/ بادي ابن فيحان الدوسري حفظه الله المعنون بـ(قبيلة الدواسر) في طبعته الأولى الصادرة في عام 1429 هـ, وعدد صفحاته (496) صفحة .
ولكون الكتاب يتحدث عن أصول قبيلة الدواسر ويخص في مجمله أبناء القبيلة وأنا واحد منهم, وقد خرجت مادته وفيها ما فيها, رأيت لزامًا عليّ أن أدلو بدلوي فيما عساه أن ينفع من باب إتمام الخير ونشره, وتبيين الخطأ وإصلاحه,ولعلي أكون في ذلك مسددًا وموفقًا.
أقول وبالله التوفيق ومنه استمد العون والتحقيق أن الكتاب كأي مؤلَف لا يخلو من خطأ ونقص فالكمال لله وحده ولكتابه, وملحوظاتي وتعقيباتي لا تنقص من جهد المؤلِف وقيمة المؤلَف, وهي خاصة في مجملها فيما يتعلق بالتاريخ والأنساب والبلدان,وبالذات المتقدمة منها أو المدونة لوجود المصادر التي تفصل في مسائل الخلاف, أما الحديثة والمعتمدة على الرواية الشفهية والأشعار النبطية القريبة والتي تعتمد على الذاكرة والتي تؤثر فيها العاطفة فلي معها وقفة أخرى
إن شاء الله.
أولاً : الملاحظات العامة
ومن المآخذ العامة على منهجية المؤلِف في هذا المؤلَف ما يلي :
1/ أن المؤلِف حفظه الله يأخذ بمتشابه الأسماء ويبني عليها أحكامه دون الأخذ باعتبار الزمان والمكان أو الاعتبارات الأخرى وكأن الأسماء بصمة لا يمكن أن تتكرر, ومثاله في كتاب الأخ كثير ففي القبائل مثلا: (ربط بين بني معن الأزد وآل معني الوداعين ) وفي الأشخاص ( ربط بين ابن بدران الدوسري و بدران العقيلي والعصفوري,وربط بين مسعر بن جري وأحمد بن مسعر)
وفي البلدان (بين قبان بالعراق وقبيلة القبابنة بالأفلاج إلخ) .
2/ أخذ المؤلِف بكلمات مصحفة(1) دون التحقق من صحتها في المراجع الأخرى أو مطابقتها لنسخ الكتاب الأخرى, وبني عليها الأحكام وما بُني على خطأ فهو بالتأكيد خطأ وللشيخ حمد الجاسر كلام نفيس حول هذا الأمر وهو الحث على النظر في أكثر من مرجع ونسخة للوصول إلى الحق, قال -رحمه الله-: (وتحسن الإشارة إلى أن النسختين المخطوطتين من كتاب المسالك سيئتا الخط, كثيرتا التحريف فلم أستطع تقويم جميع الأخطاء, إلا أن كل ما ذكر ابن فضل الله عن القبائل نقله القلقشندي في كتابيه صبح الأعشى ونهاية الأرب وقد طبعا وهما
مشحونان بالأغلاط,ثم جاء السويدي فأورد في كتاب سبائك الـذهب مـا في كـتاب نـهايـة الأرب لـهـذا يـحـسـن بـالقـارئ المـتـتبع المتـحري لـلـدقـة الرجوع إلى الكتب الثلاثة مع تاريخ ابن خلدون)(2).
أقول وهذا منهج عام ينبغي على الباحث جعله نصب عينيه والحرص عليه عند كتاباته
في أي موضوع .
ومثال ذلك عند المؤلف: ( بنو” ثعلب” المنتفقية العقيلية صحفت إلى بني “تغلب” الوائلية, و”قباث” إلـى ” قبان” كما سيأتي ).
3/الجرأة في الخوض بالأنساب والأخذ بالقياس والاحتمالات والاستنتاجات دون النظر للقرائن المدعمة بالأدلة, يقول السمعاني : (على أن الأنساب مما لا مجال للقياس فيها والمعتبر فيها النقل)(3).
ومثاله عند ذكر أبي فراس الشاباش قال: (فمن المحتمل أنه زعيم بني تغلب وأنه من سلالة الأصفر التغلبي) ص45, وقوله إن (أحمد بن مسعر القرمطي جد قبيلة المساعرة) ص105, وأن (أبا عون الخراساني جد آل عويمر) ص276 , (وبـدران العقيلي جد بدارين الدواسر) ص127,(ومنيع بن سالم ممدوح الخـلاوي جد قبيلة المخاريم …) ص94.
4/ إلحاق من ليس من القبيلة بها لأدنى شبهه, وهذا مسلك خطير, ومثال ذلك اعتباره (أبو نصر محمد بن علي ابن ودعان الموصلي من الوداعين, ومفتي لبنان محمد رشيد قباني وشاعر الغزل نزار قباني من قبيلة القبابنة).
5/ إضافة كلمات ليست في أصل النص المعزو دون تبيين لذلك, وهذا لا يجوز شرعا,ولا يليق أدبا من الكاتب, بل ويفقد ذلك الفعل قيمة الكتاب,ومن أمثلة ذلك عند ذكره أبي فراس
الشاباش زاد من عنده عبارة{زعيم تغلب} وعزا ذلك لابن المقرب
في ديوانه وهي زيادة غير موجودة في جميع النسخ, وكررها في أكثر من موضع ص
(37, 90, 99 ,101).
6/ التغافل عن النصوص والمصادر الصريحة المتقدمة والمعاصرة أو القريبة من الحدث إلى ما سواها مما لا يرتقي إلى مستواها, ومثاله : (الدوسر: لقب الأسد بن عمران بن عمرو الملطوم وهو صريح في مراجع النسب والتاريخ والأدب ككتاب نسب معد واليمن الكبير لابن الكلبي وتاريخ الأمم والملوك للطبري وتاريخ الموصل لابن إياس وشعر ثابت قطنة تم العدول عنها إلى قول رجل من اليمن معاصر ومجهول كما سيأتي).
7/ لي أعناق النصوص بما يوافق هوى المؤلِف والإتيان بما هو جديد وغريب وإن خالف بذلك أهل الاختصاص المعتبرين ولسان حاله يقول :
وإني وإن كنتُ الأخيرَ زمانُهُ لآتٍ بما لم تَسْتَطِعْهُ الأوائل
ومثاله في ص 12 قوله : (بأن عقيل بن ربيعة عامر من الأزد ومنهم الدواسر وتركه أقوال المتقدمين والمتأخرين كما سيأتي ).
8/ عدم توثيق فرضياته واستنتاجاته بدليل راجح والاكتفاء بعبارات موهمة بقوة مصدره دون عزو كقوله (تضافرت المصادر) و(أثبتت الكتب ) ومثال ذلك قوله عن بدارين الدواسر (أثبتت كتب التاريخ إنهم من عقيل بن عامر) ص 114, وفي ص 94 (وقد تضافرت جميع المصادر على أنهم في عقيل وهم اليوم في زايد ), وقال عن المخاريم ( تواترت أقوال المؤرخين القدامى أنهم من عقيل) ص 114,وكرر في ص 94 ( أجمعت المصادر على أنه في عقيل ).
9/ تكرار بعض المسائل دون حاجة في أكثر من موضع وكأنه نسي أنه تطرق إليها أو أنه كتب الكتاب في فترات متباعدة أو أراد التأكيد عليها لعلمه سلفا أن القارئ لن يقبلها بسهوله مما أفقد الكتاب المنهجية الصحيحة للبحث العـلمـي, ومثالـه ( الأصـفر الثعلبي {تحقيـقا} والتغـلبي {تصحـيفا} كـرر في ص ( 12, 23 ، 25), وقلعة دوسر في ص (92, 487), وأحمد بن مسعر في ص (105, 109, 121), وأبو عون (117, 119 ,281).
10/اعتماد المؤلف عند الكتابة على الذاكرة دون الرجوع للمصادر أدى للغلط ويلاحظ ذلك عند حديثه عن موقعة ذي قار وبعض الأعلام كما سيأتي .
11/ أخيرا الكتاب يفتقد المنهجية الواضحة والتسلسل المنطقي, ويفتقر أيضًا إلى قائمة بأسماء المصادر التي استفاد منها .
هـذا بشكل عـام مجمـل المحلوظات عـلى الكــتاب الــتي لا تــنقـص -إن شـاء الله -من قيمته كما لا يُجحد الجهد المبذول من المؤلِف حفظه الله
ثانياً : الملحوظات التفصيلية
أما الملحوظات الخاصة أو التفصيلية فقد رتبتها حسب موقعها من الكتاب, وكلي أمل أن يستفيد منها المؤلِف والقارئ وخاصة أبناء القبيلة لكون الأمر في أغلبه يتعلق بأنساب وتاريخ القبيلة :
في مقدمة الكتاب ص 12 قال المؤلف حفظه الله : (الأصفر التغلبي الذي كان يهيمن على البحرين أنه من الدواسر, وأن العيونيين الذين هم من تغلب الدوسرية ينتمون إلى هذه القبيلة).
أقول :
1/ الأصفر هذا ليس تغلبيا كما توهم المؤلف وبني عليه أغلب مباحث الكتاب, وإنما هو من بني ثعلب فرع من قبيلة المنتفق العقيلية العامرية .
وقد ذكر ابن الأثير في حوادث سنة (378هـ)حول ظفر الأصفر بالقرامطة قال : (في هذه السنة جمع إنسان يعرف بالأصفر من بني المنتفق جمعاً كثيراً، وكان بينه وبين جمع من القرامطة وقعة شديدة قتل فيها مقدم القرامطة، وانهزم أصحابه وقتل منهم، وأسر كثير,وسار الأصفر إلى الأحساء، فتحصن منه القرامطة، فعدل إلى القطيف فأخذ ما كان فيها من عبيدهم وأموالهم ومواشيهم وسار بها إلى البصرة)(6).
وفي كتاب تثبيت دلائل نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال المؤلف : (حاصر الأصفر العقيلي القرامطة بالأحساء وقتل من يخرج منهم فهم إلى هذه الغاية ما تخرج لهم سرية خوفا من الأصفر )(7).
وعند ابن خلدون : (استولى الأصغر{لعلها تحريف الأصفر} بن أبى الحسن الثعلبي سنة ثمان وتسعين {بعد الثلاثمائة} عليهم {يقصد القرامطة} وملك الأحساء من أيديهم وأذهب دولتهم وخطب للطائع واستقرت الدولة له ولبنيه )(8).
وعند الجزيري (ت 977هـ) في حوادث (394هـ ) قال : ( وخرج حاج العراق واعترضهم الأصيفر المنتفقي وحصرهم بالبطانية )(9).
وقال الدكتور محمد محمود خليل حول شخصية الأصفر : (تلقب الأصفر بن الحسن ثعلبي بالعديد من الألقاب في المصادر التاريخية فتارة يذكر بالأصفر المنتفقي وتارة يذكر بالأصفر الثعلبي أو الأصيفر الثعلبي وتارة يذكر بأمير العرب وتارة يذكر بالأصفر التغلبي( ثم علق في الهامش) وربما كان ذلك تحريف من ناسخي المخطوطات حيث وضعوا النقطة الثالثة من الثاء على العين فأصبحت غينا فبدلا من أن يكون ثعلب تكون تغلب )(10).
أقول : ولعل هذا الذي جر صاحبنا للقول بأنه من بني تغلب .
2/ العيونيون يرجعون إلى قبيلة عبد القيس وليس إلى تغلب,وذلك نسبة إلى : (بني مرة بن عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار)(11).
أي يلتقون مع بني تغلب في أفصى بن دعمي .
ومن الشواهد الشعرية بانتسابهم إلى عبد القيس قول الشـاعر عـلي بـن المقـرب ـــــ ابن عم الأسرة العيونية الحاكمة ــــ في الفخر بقومه قبيلة عبدالقيس ثم عشيرته بني مرة (12):
وأصبحت آل عبدالقيس قد ثلجت = صـدورها فترى الموتـور مبتـسما
ثـم انتــحينا لعـوف بعدمـا ورمــت = أشلاءهم وضباع الجو والرخما
دسـنـاهم دوســـة مـريــة جـمـعــت =أنـوفــها فـفششــنا ذلـك الــورما
وقال أيضا محييا أحياء ربيعة في هجر ومبتدئا بقومه (13):
بها كل قرم من ربيعة ينتمي =إلى ذروة تعلو الرواسي هضابها
لكيـــزية أنســـابها عـــامرية = يلوذ المناوي ضيمها واغتـصابها
قال الظاهري : (لكيزية عامرية) عيـّن أن المقصود بنو عامر بن الحارث ابن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز)(14).
وفي ص 12 قال حفظه الله: (أن بنو عقيل بن عامر بن ربيعة حكام البحرين والأحساء يعود أصلها لقبيلة الدواسر, كما أن قبيلة عائذ بن ربيعة تعد من هذه القبيلة وقد ذكر الشهابي في كتابه أن الدواسر وعائذ في ربيعة الحجاز), وفي ص 84 أورد ما نصه : (قال بعض المجيبين على قوله: وفرقة من عايذ: وهم آل يزيد وشيخهم بن مغامس, والمزايدة وشيخهم بن أبي محمد وبنو سعيد وشيخهم محمد العليمي والدواسر وشيخهم رواء بن بدران الكل من عايذ الحجاز) ومصدره تاريخ ابن لعبون ص 37.
أقول :
1/ بنو عُقيل ينتسبون إلى بني عامر بن صعصعة كما في المصادر المعتمدة, قال القلقشندي : (من عامر بن صعصعة: عُقَيل، بضم العين المهملة وفتح القاف
وسكون الياء المثناة من تحت ولام في الآخر, وهم: بنو عُقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة, قال في العبر: وكانت مساكنهم بالبحرين في كثير من قبائل العرب، وكان أعظم قبائل البحرين بنو عقيل هؤلاء)(15).
2/ الشهابي صحته العمري وشهاب الدين كنيته فهو القاضي شهاب الدين أحمد بن يحي ابن فضل الله القرشي العدوي العمري ولم يذكر في كتابه: (أن الدواسر وعائذ في ربيعة الحجاز) وإنما هي زيادة متأخرة اعتمد عليها المؤلف وترك الأصل, ونص القاضي عند الحديث عن آل فضل وحلفاءهم : (وفرقة من عائذ وهم آل يزيد وشيخهم ابن مغامس والمزايدة وشيخهم كليب ابن أبي محمد وبنو سعيد وشيخهم محمد العليمي والدواسر وشيخهم رواء بن بدران, هؤلاء غير من يحالفهم في بعض الأحايين على أنني لا أعرف في وقتنا من لا يؤثر صحبتهم ويظهر مودتهم وأمير القوم ـ كما تقدم ــ أحمد بن مهنا وهذا نسبه إلى ربيعة: أبوه مهنا بن عيسى … بن فضل بن ربيعة)(16),وفي موضع آخر قال : ( أما عائذ فكثير في العرب والمشهور منها بمصر عائذ جذام وبالحجاز عائذ ربيعة ..)(17), وبهذا يتبين أن شهاب الدين لم يذكر في النصين أن الدواسر في ربيعة الحجاز, اللهم تعليق العالم النجدي(18) فقد أضاف من عنده عبارة ( الكل من عايذ الحجاز من ربيعة )(19).
فلعله اجتهد فربط بين النصين السابقين وهو خلاف الأصل كما سيأتي.
3/ نص عبارة المؤلف السالفة ناقصة وفيها زيادة لم تذكر ونصها كما في تاريخ ابن لعبون وهو مرجعه: (قال بعض العلماء المجيبين على قوله: وفرقة من عائذ: وهم آل يزيد وشيخهم ابن مغامس, والمزايدة وشيخهم “كليب” ابن أبي محمد وبنو سعيد وشيخهم محمد العليمي,والدواسر وشيخهم ابن بدران {بدون ذكر رواء}الكل من عائذ الحجاز بن(!) ربيعة )(20) وحول هذا أقول :
أ/ أصل العبارة مأخوذ من حاشية العالم النجدي على كتاب القلائد وعبر عنه ابن لعبون بقوله “قال بعض العلماء المجيبين ” والأولى الأخذ بنص الأصل : (وفرقة من عايذ وهم آل يزيد وشيخهم ابن مغامس والمزايدة وشيخهم كليب ابن أبي محمد وبنو سعيد وشيخهم محمد العليمي والدواسر وشيخهم بن بدران,الكل من عايذ الحجاز من{هكذا} ربيعة) (21).
ب /قوله “الكل من عائذ” يفسر هذه العبارة د/الدامغ : ( الذي نراه أن عائذ التي ذكرها العمري وذكر فروعها هي تحالف سياسي بين فروع من قبائل متعددة,ترجع إلى ثلاث هي عبيدة قحطان وحنيفة والدواسر, ولعل إطلاق اسم عائذ على هذا الحلف يرجع إلى أن عائذ القحطانية كانت أقوى المتحالفين في ذلك الزمان, وظاهرة الأحلاف ظاهرة معروفة قبل هذا الزمان, وبعده وبهذا يتضح أن نسبة آل يزيد وآل مزيد والدواسر إلى عائذ في المصادر المتقدمة وبعض المصادر المتأخرة التي نقلت عنها نسبة صحيحة باعتبار الحلف الذي تم بينها وجمعها, لا باعتبار أنها ترجع إلى أصل عرقي واحد )(22).
ج/ أما قوله” من ربيعة” المقصود منها الحلف الأعم وهو حلف آل فضل من ربيعة, وربيعة هذا ليس بربيعة عامر الذي فهمه كاتبنا أو ربيعة نزار, وإنما المقصود ربيعة الطائية . ففي المسالك أورد ابن فضل الله قول الحمداني :
(والأصح في نسب ربيعة هذا أنه ربيعة بن حازم بن علي ….. بن سلامان بن ثعـل بـن عمرو بن الغوث بن طيء)(23).
في ص 19 ذكر المؤلف حفظه الله الأمم التي سكنت الوادي قديما وعدّ منها: (عك بن عدنان بن عبد الله بن الأزد واستشهد بقول النابغة الجعدي:
وكندة كانت بالعقيق مقيمة =وعك فكل قد طحرناه مطحرة
أقول :
1/ أغلب المراجع تنسبها إلى عك بن عُدثان بالثاء المثلثة لا النون, قال الحازمي: (العكي : نسبة إلى عك بن عُدثان بن عبد الله بن الأزد )(24) .
وقال د/ناجي حسن محقق كتاب المقتضب للحموي حول كلمة عُدثان: (في الأصل “عدنان” وهو تصحيف والتصحيح عن الاشتقاق والعقد الفريد,وجمهرة أنساب العرب لابن حزم) (25).
وقال الأشعري منبها على هذه المسألة ما نصه : ( وقع الغلط والتصحيف في عك بن عدنان بالنون منسوبة إلى الأزد والصحة أن عك بن عدنان بن أدد من أهل الشام بالنون, وعك بن عُدثان بالثاء المنقوطة بثلاث من الأزد عك بن عدثان بن عبد لله بن الأزد فافهم ذلك)(26).
2/بيت النابغة صحته هكذا :
وكندة كانت بالعقيق مقيــمة=وعك(فكلا) قد طحرناه (مطحرا)(27)
وفي رواية أخرى( نهد) بدلا من (عك):
وكندة كانت بالعقيق مقيمة= ونهد فكلا قد طحرناه مطحرا(28)
ولعلها الأقرب للصحة لكون ديار نهد قريبة من العقيق بخلاف عك ديارها باليمن, قال الهجري المتوفى (أوائل القرن الرابع الهجري): ( قشير ونهد والعتيك هم أهل وحفة القهر)(29), ووحاف القهر تقع جنوب العقيق (وادي الدواسر حاليا),. وقال الأكوع : (عك : من قبائل اليمن ثم من الأزد ….. والمعروف اليوم من قبائل عك في تهامة الرماة والحجبا … إلخ )(30).
4) في ص 19 ذكر المؤلف تحت عنوان الأمم التي سكنت الوادي قديما : حمير ودليله بيت تميم بن مقبل :
ومالي لا أبكي الديار وأهلها =وقد حلها رواد عك وحميرا
وقال : ( وما قرية الفاو التي يوجد بها الكثير من آثار حمير وكندة إلا ضاحية من ضواحي وادي الدواسر قديمه وحديثه ) .
أقول :
1/البيت لتميم بن أبي بن مقبل من بني العجلان وورد بعدة روايات منها ما ذكر المؤلف ومنها :
ومالي لا أبكي الديار وأهلها =وقد زارها زوار عك وحميرا (31)
وفي رواية أخرى :
ومالي لا أبكي الديار وأهلها =وقد رادها رواد عك وحميرا(32)
2/ البيت لا يدل على سكنى عك وحمير الوادي ولعل المؤلف يرى أن تميما من أهل الوادي ويبكي أهله,بينما المعروف أن الشاعر من بني العجلان وديارهم وسط نجد, قال ياقوت : ( قال أبو زياد : من مياه بني العجلان الحليقة يردها طريق اليمامة إلى مكة وعليها نخل,.. وقرأت بخط الأزدي بن المعلى في شعر تميم بن أبي بن مقبل العجلاني وصيغته وجمعه:
إن الخليقة ماءٌ لست قاربه =مع الثناءِ الذي خُبرت يأتيها)(33)
3/ والمعروف أيضا عن تميم هذا أنه ( كان يتذكر الجاهلية ويترحم على أيامها، ويحن إليها، ويرى أن الزمان قد تغير، وأن الأرض قد تغيرت، وتبدلت أخلاق الناس، فصار يرى نفسه غريباً في مجتمع غريب عنه، له مُثل تختلف عن مثل أهل الجاهلية، فصار يحن إلى أيام ما قبل الإسلام,قيل لتميم بن مقبل: تبكي أهل الجاهلية وأنت مسلم:
فقال:
ومالي لا أبكي الديار وأهلها =وقد زارها زوار عك وحميرا )(34)
ومن هذا يتضح أن البكاء على أهل الجاهلية وليس المقصود البكاء على بلد بذاته .
4/ أما الفاو (قرية حاليا) فهي بلد كندة لا حمير قال الأنصاري : (تشير المصادر إلى أن “قرية” كانت عاصمة لدولة كندة)(35).
(5) في ص20 تحت عنوان الأمم التي سكنت الوادي قديما ذكر المؤلف : ( بنو دالان وهم بطن من وادعة من ذرية الملطوم والدليل قول الشاعر:
شاقتك أخت بني دالان (بضعني) =مـن هـــؤلاء التـي أنسابـــــها (شيعا)
(يحدو) بهــــا بـــازل فـــتل مرافقــه =يجري (بدبجتيه) الرشح (مرتدعا) )
أقول :
1/ الأبيات لتميم بن أبي بن مقبل من بني العجلان وصحتها على النحو التالي :
شاقتك أخت بني دالان في ظعن =مـن هـــؤلاء التـي أنسابها شيــعُ
يخـــدي بها بازل فتــــل مرافقه = يجري بديباجتيه الرشح مرتدعُ (36)
2/ الأبيات لا تدل على سكنى دالان الوادي ولا على أنهم دالان وادعة الهمدانية, ولو فرضنا أنهم المعنيون في البيت, فقبيلة وادعة ديارها مع قومهم همدان باليمن لا في العقيق(وادي الدواسر) قال الحموي: (مخلافُ وَادِعَةَ: من ناحية نجد وهو وادعة بن عمرو بن ناشج ومن قُراه بقعة، وعُمران وأعلى وادي نجران)(37),وذكر الهمداني ديار دالان في الجوف (جوف اليمن) قال : ( نذكر ما بالجوف من الآثــار والعمور…..صفة الجوف: عمران وهو لنشق, وبيت نمران والخربة البيضاء الحشاشية لبني دالان )(38). وعند الزبيدي: (بنو دالان : بطن بالكوفة من همدان ) (39) فلعلهم المعنيين بالبيت .
6) في ص 20 قال المؤلف حفظه الله : (ثم سكنته جرم القضاعية الحميرية وقد يكون امتداد لمن قبـلهم من قبيـلتهم الأم كندة التي كانت صاحبة الوادي قديما ).
أقول :
قبيلة كندة ليست أماً لقبيلة جرم, فكندة قبيلة معروفة من كهلان بن سبأ وأما جرم فقبيلة مستقلة من قضاعة من حمير بن سبأ على قول من يعد قضاعة في اليمن قال القلقشندي : ( بنو جرم : بطن من قضاعة من القحطانية …)(40), وقال عن كندة : (قبيلة من كهلان)(41).
(7) في ص 23 قال المؤلف حفظه الله: ( وادي بني الأصفر حيث سكنته قبيلة الأصفر بن تغلب بن وائل ).
أقول :
1/لا يوجد في أنساب قبيلة تغلب هذه النسبة: (الأصفر بن تغلب بن وائل) إلا علما زعم النبوة بالشام واعتقل عام( 439 هـ) يلقب بالأصفر ينسب تارة إلى تغلب وأخرى إلى عقيل,بينما ورد اسم الأصفر أو الأصيفر في قبيلة المنتفق نازلة البحرين وهي من عُقيل, وعقيل قبل ذلك استوطنت الوادي وبهم كان يعرف (عقيق عُقيل) (42), فإن صحت تسمية الوادي بوادي بني الأصفر فالأقرب نسبة للأصفر المنتفقي لا التغلبي.
2/يرى المؤرخ جون فلبي أن ذكر بني الأصفر من الأساطير كقولهم عاد ونحوها لكل ما هو قديم وكان حديثه عن بلاد الأفلاج لا الوادي قال : (ما روي لنا عن الأصفر والتي قد لا تمثل سوى أسطورة هلامية عن الماضي السحيق كأسطورة أرض عاد بالسيح )(43).
وهذا أقرب للصحة إذ لم نجد تسمية الوادي أو الأفلاج في كتب البلدانيات وغيرها بوادي أو بلاد الأصفر وهذه إحدى غرائب كاتبنا .
8) في ص23 أورد المؤلف الأبيات الآتية:
(حيوا) أرض العقيق والفلج (والعين بلد)=وبالــعيــن ما يطــــيــــب معـــــاشي
بـــلــــــد لا يـــؤذيـــك (فيـــــها) خمـــــــوش=يخمش الوجه واختلاف الكراشي
أقول :
صحت الأبيات على النحو الآتي:
حي أرض العقيق والفلج العين=وبـــالعـــيـــن مــا يطـــيــــب معــــــاشي
بـــلـــد لا يــــؤذيــك فيه خموش = يخمش الوجه واختلاف الكراشي (44)
9) في ص 23 ذكر (الشاعر الجرمي معاوية بن عبد العزيز بن ظراع القائل :
وإني أخو جرم كما قد علمتموا= إذا جمعت عند النبي المجامع
ومرجعه سيرة ابن هشام ج 4
أقول :
1/ لم أجدها في سيرة ابن هشام وهو مرجعه, وإنما وردت في كتاب الأصنام لابن الكلبي وقريبا من هذا في معجم البلدان .
2/اختلف في اسم صاحب القصة فعند ابن الكلبي (ت 204هـ) روايتان ففي كتابه نسب معد واليمن الكبير: أسماء بن قارب بن معاوية(45), وفي كتابه الأصنام : معاوية بن عبد العزى بن ذراع الجرمي(46), ونقل منه ياقـوت في معجم البلدان هذه الرواية(47).
وعند ابن حزم: أسماء بن رياب بن معاوية(48), وفي كتاب الحيوان للجاحظ: معاوية بن أبي معاوية الجرمي(49) وفي كتابه البخلاء : معاوية بن أبي ربيعة الجرمي(50) .
ولم أجد في المصادر ما ذكر المؤلف (معاوية بن عبد العزيز بن ظراع) ولعلها تطبيع لعبد العزى بن ذراع .
(10) في ص 25 قال المؤلف : ( ومن أسماء الوادي وادي غيلان وغيلان فرع من بني عقيل بن كعب بن عامر ومنهم الشاعر عبد الله بن عاصم الغيلاني القائل :
إن العقيق غدا لو أن صريخنا =ورد العقيق لعزنا المهيوب)
أقول :
1/ لم يشر المؤلِف إلى مرجع في استدلاله وهذه عادته في الغالب مما يفقد البحث مصداقيته ويقلل من قيمته العلمية,إلا أني وجدت في كتاب الهجري شعرا لعبد الله بن عاصم الغيلاني العائذي العقيلي)(51), ولم أجد الأبيات أعلاه منسوبة إليه .
2/البيت من شعر بزيع بن جيهان الضبابي في يوم مرامرات(52), قال الشيخ عبدالله ابن خميس عند ذكره عقيق الدواسر: ( ولعل هذا العقيق هو الذي عناه بزيع بن جيهان الضبابي بقوله:
إن العقيق غدا لو أن صريخنا =ورد العقيق لعزنا المهيوب )(53)
3/ ليس هناك دلالة على تسمية الوادي بوادي غيلان لا من النص ولا البيت .
11) في ص 25 قال: (في النصف الأخير من القرن الخامس قامت دولة العيونيين في البحرين التي كان يحكمها بنو الأصفر نسبة إلى أبي الحسين الأصفر التغلبي الذي خلف القرامطة على حكم البحرين ).
أقول :
1/ أبو الحسين الأصفر: ثعلبي النسب بثاء مثلثة بعدها عينا,وليس تغلبيا بتاء يعقبها غينا كما ظن المؤلِف, وذلك نسبة لبني ثعلب من المنتفق من عقيل,قال القلقشندي: (بنو عقيل : بطن من عامر بن صعصعة من العدنانية وهم بنو عقيل، منهم المنتفق. ومنهم مجنون بني عامر الشاعر الإسلامي، واسمه قيس بن معاوية وكانت مساكنهم بالبحرين في كثير من قبائل العرب، وكان أعظم قبائلهم بنو عقيل هؤلاء، وبنو ثعلب، وبنو سليم، وكان أظهرهم في الكثرة والعز، بنو ثعلب، قال ابن سعيد: سألت أهل البحرين في سنة إحدى وخمسين وستمائة حين لقيتهم بالمدينة النبوية عن البحرين، فقالوا الملك فيها لبني عامر بن عقيل، وبنو ثعلب من جماعة رعاياهم، وبنو عصفور من بني عقيل هم أصحاب الأحساء وهي دار ملكهم)(54).
وقد كرر المؤلف نسبة الأصفر هذا إلى تغلب في أكثر من موضع في ص (12, 23, 25, 37, 44, 96) وبني عليه كتابه هذا .
2/ تأسيس إمارة بني ثعلب في أواخر القرن الرابع عام 398 هـ وليس في القرن الخامس كما ذكر المؤلف (55).
3/ مؤسس الدولة العيونية هو الأمير عبد الله بن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد المري العبدي الربعي العيوني وذلك عام ( 469 هـ)(56), وهو غير معاصر لبني الأصفر الذي ظل حكمهم للفترة (398هـ ــــــ 439 هـ).
(12) ذكر المؤلف في ص 25 أن من مسميات وادي الدواسر (وادي بني الأصفر) ومرجعه في ذلك كتابي قلب الجزيرة العربية لفلبي وأحداث البصرة لابن علوان وكرر ذلك في ص 428
أقول :
نص فلبي عن الأفلاج وليس عن الوادي وفيه ينكر التسمية ببلاد بني الأصفر بل ويعدها من أساطير العرب كما مرّ معنا قال : (ما روي لنا عن الأصفر والتي قد لا تمثل سوى أسطورة هلامية عن الماضي السحيق كأسطورة أرض عاد بالسيح )(57) .
2/ أما ابن علوان (المولود عام1053هـ ) فيقصد في كتابه ببني الأصفر: الترك وقد ذكر شيئا من حروبهم في البصرة في موضعين(58),وتارة يذكرهم بمسمى الروم(59). ولم يتطرق ابن علوان في كتابه عن وادي الدواسر ألبتة .
في هامش ص 25 قال المؤلِف حفظه الله : (الشثور: من عامر بن ربيعة الأزدية) ثم ردّ قول مفتي ديار فلج اليمامة في نسبته إلى عامر صعصعة دون ذكر دليل واحد.
أقول :
ورد ذكر نسب الشثور: إلى الحرقان من عبيدة قحطان, والى عامر صعصعة,قال ابن مفلح الجذالين رحمه الله: (المنقول عنهم والمشهور في نسبهم أنهم من الحرقان من عبيدة من جنب من مذحج من قحطان. قال صاحب المنتخب(60) ومن بطون جنب: الحرقان البطن المعروف في عبيدة، منهم الشثور أهل الحوطة.
أما الشيخ العلامة حمد الجاسر(61) فقد نسب الشثور إلى آل زياد من بني عامر بن صعصعة من قيس عيلان من مضر وقد اعتمد في ذلك على ورقة بخط الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود قاضي قطر كتبها عام( 1366 هـ) نقلها من مخطوطة لجده لأمه الشيخ صالح الشثري المتوفى عام( 1309هـ) وقد نقل الشيخ صالح هذا النسب من كتابة الشيخ ناصر ابن غانم الشثري الذي قيل عنه : أنه مفتى ديار فلج اليمامة .
كما نسب أحد الشثور ـ وهو الأستاذ/ محمد بن ناصر الشثري ـ أجداده إلى بني
زياد في كتابه : ” إتحاف اللبيب في سيرة الشيخ عبد العزيز أبو حبيب ” اعتماداً على هذه النسخة, والذي يترجح عندي (والكلام ما زال لابن مفلح) أنهم من الحرقان من عبيدة من جنب من مذحج من قحطان نسباً وأنهم من بني زياد من قيس عيلان حلفاً ــ والله اعلم(62) .
(14) في ص26 قال المؤلف : (بنو تغلب تمركزت قوتهم في العقيق حتى عرف ب “وادي بني الأصفر” وكانوا أصحاب السيادة والقوة طوال القرون السادس والسابع والثامن, حتى نزحت إليهم الأزد من عمان في منتصف القرن الثامن وأخذت في منافستهم في الوادي حتى عرف ب” وادي الدواسر” في نهاية القرن الثامن)
أقول :
1/ سبق الحديث عن بني الأصفر مما يغني عن إعادته وأنهم من بني ثعلب من المنتفق العقيلية سكنت الأحساء .
2/ لم أجد من الأدلة ما يثبت تلك السيادة, وإنما ذلك من توقعات المؤلف وليته أثبت ذلك بنص تاريخي, بل ورد عند ابن فضل الله العمري وهو من أهل القرن السابع والثامن أن زعامة الدواسر لدى رواء بن بدران, والبدارين من آل زايد الأزد كما هو معروف .
3/ قبائل الدواسر نزحت من اليمن لا من عُمان حسب الرواية المستفيضة والمدعمة بالأدلة فمن أقوال المتقدمين : قول ابن فضل الله العمري (ت 749 هـ): (وممن يكاتب مـن عرب اليمـن الدواسر) (63) وقول القـلقـشنـدي (ت 821 هـ): ( الدواسر بطن من العرب باليمن )(64).. فهنا عدّ منازل الدواسر في اليمن, ومن أقوال المعاصرين قول علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر رحمه الله : (ثم أتت موجه من القبائل القحطانية من الأزد من جنوب الجزيرة عرفوا باسم الدواسر واستولوا على البلاد وفيها بقايا من بني عقيل وغيرهم, فاندمجت هذه البقايا الضعيفة في القبيلة القوية التي انتشرت في البلاد …)(65) وقول الأديب المؤرخ الشيخ عبدالله بن خميس حفظه الله : (الدواسر قبيلة شهيرة قحطانية أزديـة يلحق بها بطون وأفخاذ وأسر عدنانية جمعتهم الدوسريـة بالـحلف, وهـذه القبيـلة انحـدرت من السروات إلى جنوب نجد فملأت حيــزاً كبيراً منه )(66).
وقول الشيخ النسابة عبدالله البسام رحمه الله (…ومكان الدواسر الآن هو طريق هجرة قبائل قحطان من اليمن والسراة إلى نجد ويترجح عندي أنهم من الأزد ثم من كهلان ومما يؤيد هذا أبيات ثابت بن كعب الأزدي:
ألم ترا دوسراً منعت أخاها=وقد حشدت لمقتله تميم) (67)
4/ الوادي عرف بمسمى وادي الدواسر قبل ذلك حيث يرد في حوادث عام( 524 هـ) فعند يحيى بن القاسم ما نصه : ( وفيما انقطعت من اليمن إلى البصرة والكوفة عن مرور التجارة والقوافل الكبار وكانوا يسافرون في كل عام مرتين على طريق اليمامة والحسا وسبب انقطاعها ضعف الدولة العباسية في العراق وظهور القرامطة الفساق, ولم يسلكها بعد ذلك إلا أهل الجهات النجدية برفاقة من ساكني تلك الأطراف وكانوا يخرجون من نجران إلى بلاد الدواسر ثم البديع ثم إلى الحسا في اثني عشر يوما )(68).
في ص 29 قال المؤلف: ( بعد نزوح الأزد من عمان واستيطانهم وادي بني الأصفر سمي وادي الدواسر وذلك نسبة إلى الاسم الذي جمع بين الأزد وتغلب عندما اجتمعوا, حيث أنه جاء في بعض الروايات أنه إذا اجتمعت طائفتان من العدنانية و القحطانية فإنه يطلق على هذا الجمع دوسر, وكان أول ما عرف بهذا الاسم أن أطلقه النعمان على كتيبته التي ضمت العرب القحطانية
أقول :
هنا خلط كثير وقع فيه المؤلِف من ذلك:
1/ نزوح الأزد(آل زايد) من عمان إلى الوادي يحتاج إلى دليل لم يشر إليه المؤلف,بينما الأدلة تدل على نزوحهم من اليمن كما سبق.
2/ قوله: (أنه جاء في بعض الروايات أنه إذا اجتمعت طائفتان من العدنانية و
القحطانية فإنه يطلق على هذا الجمع دوسر) أقول حول هذه الفقرة:
(1) ليت المؤلف أشار إلى موضع هذه الرواية, ثم اجتماع القبائل القحطانية مع العدنانية في حلف لا يسمى دوسر, ولم يقل بهذا أحد من علماء النسب أو غيرهم فيما أعلم, ولو أخذنا بهذا لأصبحت أغلب القبائل العربية دوسرية إذ لا تخلو من تجمع عدناني و قحطاني .
(2) إطلاق دوسر على الكتيبة لغرض الدلالة على القوة والتجمع إذ هو من معانيها, وليس حصرها باجتماع طائفتين من العدنانية و القحطانية كما قال المؤلف, قال ابن سيده : (الدوسري : الذكر الغليظ الشديد المجتمع الخلق ومنه قيل كتيبة دوسر لاجتماعها)(69),.وعند ابن منظور : ( والدوسر الذكر الضخم الشديد وكتيبة دوسر ودوسرة مجتمعة ودوسر كتيبة للنعمان اشتقت من ذلك)(70), وقال الزبيدي : (ودَوْسَر : اسم كتيبة للنعمان ابن المنذر ملك
العرب , قال المثقب العبدي يمدح عمرو بن هند :
ضربت دوسر فيه ضربة =أثبتت أولاد ملك فاستقر
يقال : كَتِيبة دوسرة ودوسر إِذَا كانت مجتمعة)(71).
3/من أسباب معركة ذي قار قتل النعمان ثم مطالبة كسرى بأسلحته ودروعه من بني شيبان ورفضهم إعطاءه طلبه فحصلت الوقعة, فكيف يُقال بمشاركة النعمان بمعركة ذي قار!!, قال أبو الفداء : (ومن أيام العرب المشهورة يوم ذي قار وكان في سنة أربعين من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل في عام وقعة بدر, الأول أقوى, وكان من حديثه أنّ كسرى برويز غضب على النعمان بن المنذر وحبسه فهلك في الحبس وكان النعمَان قد أودع حلقته وهي السلاح والدروع عند هانئ بن مسعود البكري فأرسل برويز يطلبها من هانئ المذكور فقال : هذه أمانة والحر لا يسلم أمانته,فبعث برويز الهرمزان في ألفين من الأعاجم وبعث ألفا من بهرا فلما بلغ بكر ابن وائل خبرهم أتوا مكاناً من بطن ذي قار فنزلوه ووصلت إِليهم الأعاجم واقتتلوا ساعة وانهزمت الأعاجم هزيمة قبيحة وأكثرت العرب الأشعار في ذكر هذا اليوم)(72).
4/ كتيبة دوسر شاركت في صفوف الفرس لا كما قال المؤلف,قال الأصفهاني عن تجهيز كسرى لحرب بكر: (فعقد للنعمان بن زرعة على تغلب والنمر، وعقد لخالد بن يزيد البهراني على قضاعة وإياد، وعقد لإياس بن قبيصة على جميع العرب، ومعه كتيبتاه الشهباء والدوسر، فكانت العرب ثلاثة آلاف, وعقد للهامرز على ألف من الأساورة، وعقد لخنابرين على ألف…..)(73).
في هامش ص 29 ذكر المؤلف رواية مفادها: (روى لي شيخ من أهل اليمن عند سؤاله عن قبيلة الدواسر هذا البيت:
فمن لم يكن جده دوسرا=فما هو بالعرب إلا ذنب
فطلبت منه تفسيرا لهذا البيت فقال : يا بني إن كلمة دوسر تجمع العرب القحطانيين والعدنانيين فمن لم يكن في هذين القسمين فهو مولى للعرب ولهذا سميت هذه القبيلة بالدواسر).
أقول :
1/ ليت المؤلف أوضح لنا شخصية هذا الشيخ اليمني هل هو عالم نسب أو لغة والذي عدّ قوله حجة وكأنه من العلماء المتقدمين!! ثم همسة في أذن أخي هل يؤخذ تاريخ القبيلة المتقدم من معاصر مجهول .
2/ هذا البيت وقبلة بيتان سمعتها ودونتها قبل اثنتي عشر سنة من المؤلف شخصيا وفيها من الخلل ما فيها:
نحن بني الأمجاد من دوسر=إذا كان هناك نجب بن نجب
نلـــف عمائمــنا في ســحاب=ونبني (غير واضحة) في سحــب
فــمن لم يكـن جده دوسر =فــما هـو في العــرب إلا ذنــب
والغريب أنها بعد تلك الفترة نسبت لراوي اليمن !!!
17) في هامش ص 29 أيضا أورد حادثة مدرك بن المهلب ونجدة الأزد له وعزاها إلى الطبري (7/149), وزاد من عنده العبارة المنصصة: (فخرجت الأزد {وحلفاؤهم ربيعة العدنانية} وهم الذي عناهم الشاعر بدوسر … قال ثابت :
ألم ترى دوسرا منعت أخاها =وقد حشدت لتقتله تميم )
أقول :
1/عبارة: (وحلفاءهم ربيعة العدنانية ) زيادة مدرجة من عند المؤلِف لا تقبل, لم أجدها عند من ذكروا الحادثة بشيء من التفصيل كالطبري (ت310 هـ) في تاريخه وهو مرجعه, وابن إياس (ت334هـ) في تاريخ الموصل, والمرعشي (ت 421هـ)في غرر السير, ولعل إدراجه لهذه العبارة ليوهم القارئ أن سبب التسمية بدوسر اجتماع ربيعة و الأزد وهذا غير صحيح.
2/ المناصرة المذكورة تمت من قبل قبائل الأزد فقط كما أفادت المصادر بذلك, وبما يفهم من قصيدة ثابت حيث لم يشر لربيعة لا من قريب أو بعيد .
(18) في ص 45 ذكر المؤلف: (وأما أبو فراس فمن المحتمل أنه زعيم بني تغلب وأنه من سلالة الأصفر التغلبي الذي كان له حكم البحرين ).
1/ نقول للمؤلف قبل كل شيء هل يصح أن ننسب الأشخاص أو القبائل كيفما شئنا بالاعتماد على الظنّ والاحتمالات !!
2/ لم يُذكر نسب أبي فراس الشاباش في المصادر المتوفرة لا إلى تغلب ولا إلى غيرها.. وإنما ورد في قصة فراره ما يفيد بأنه ليس من عامر ربيعة, حيث أورد شارح ديـوان ابن المقرب عند حديثـه عـن حـرب الحاكـم العيونـي للقـرامطـة سنـة (470هـ) مـا نـصـه:
( وخرج على عامر ربيعة فاستأصلهم جميعا وغنم أموالهم وسبى حريمهم وذراريهم ولم ينج من رجالهم إلا رئيسهم أحمد بن مسعر وغير أبي فراس بن الشاباش ولم يكن أبو فراس منهم بل كان نازلا فيهم هربا على فرسين لهما حتى بلغا البصرة على غاية الضُر)(74).
3/ بلاد قبائل المنتفق وبني عامر في تلك الفترة هي البصرة وما جاورها كما أفـاد بذلك ابن خلدون وغيره (75), ولو جاز لنا الأخذ بالاحتمالات كما فعل كاتبــنا لقلنا بأن أبي فراس يعود نسبه لقبائل عامر صعصعة لأنه من المعــروف أن اللجـوء على قوم عادة يفسر بوجود صلة قرابة بين المجيــر والمستجيــر ولو كان من قبيلة تغلب للجأ إليهم واستنجدهم وهذا لم يحصل.
(19) في ص 45 قال) : أما بنو الأصفر الذين طردهم العيونيين فقد تحولوا لجنوب نجد ).
أقول :
1/ بنو الأصفر تم القضاء عليهم من قبل الدولة القرمطية الثانية عام(439 هـ) بينما تأسيس الدولة العيونية كان بعد ذلك في عام( 469هـ) فكيف تم القضاء عليهم من قبل العيونيين وهم لم يعاصروهم!) (76).
2/ تحولهم لجـنوب نجـد يحتـاج إلى دليـل إذ لـم تذكـره المصـادر ولم يشـر المؤلـف إلى مرجعه في ذلك,وعلى هذا يبطل الأخذ بقوله.
(20) في ص 45 قال: ( وأما تغلب التي بقيت في البحرين بعد تغلّب بني عقيل على حكم البحرين فقد ذابت في المجتمع البحريني … ومنهم دواسر البحرين من العمور…. وخرج بعضهم من البحرين إلى المنطقة الشرقية وأسسوا مدينة الخبر ).
أقول :
1/ بنو عقــيل تغلبـت على بني ثعلـب كما أسلفت لا على بني تغلب, قـال القلقشندي : ( قال ابن سعيد: سألت أهل البحرين في سنة إحدى وخمسين وستمائة حين لقيتهم بالمدينة النبوية عن البحرين، فقالوا الملك فيها لبني عامر بن عقيل، وبنو ثعلب من جماعة رعاياهم، وبنو عصفور من بني عقيل هم أصحاب الأحساء وهي دار ملكهم)(77).
2/ هجرة الدواسر العمور أو غيرهم كالدموخ وآل عمار والشكرة والوداعين إلى البحرين قريبة العهد وكانت الهجرة من بلاد الوادي والأفلاج, وقد سبق أن أثير مثل هذا الموضوع وأنكره دواسر المنطقة الشرقية . قال الجاسر رحمه الله: ( وقد نشرت جريدة الجزيرة في يـوم الثـلاثـاء (22رجــب 1401هـ) مـقالا بتـوقيع محـمد بـن يوسف الدوسري قـال فيـه: { فدواسر المنطقة الشرقية يعود أصلهم إلى الوادي } ونقل نصوصا من كتاب “دليل الخليج” منها(ص 3727): {أقام الدواسر فيها عدة سنين “يقصد جزيرة الزخنوية الواقعة على بعد عشرة أميال في الجنوب الشرقي من العقير “عند هجرتهم من نجد إلى البحرين} وفي ص576: {دواسر البحرين هاجروا من نجد،بينما تحولوا نحو الشرق تدريجيا،بعد أن قضوا سنين عديدة في الطريق،عند جزيرة الزخنوية وأخيرا وصلوا إلى البحرين عام 1845م})(78) .
(21) في ص 83 قال المؤلف حفظه الله : ( وفي القرن الرابع تحالفت الأزد مع بني الأصفر في البحرين ضد القرامطة) .
أقول :
الصحيح أن قبائل الأزد (العتيك وحدان) العمانيتين تحالفت مع عقيل وكونوا جيشا بزعامة أحمد بن مسعر القادم من العراق وعبد الله الحداني المكنى بأبي سعيد القرمطي القادم من عمان, قال د/ محمد خليل: ( دخل القائد القرمطي أحمد بن مسعر وأبو سعيد القرمطي في حلف مع قبيلتين من قبائل اليمن وهما قبيلة عتيك وقبيلة حدان القحطانيتان مكونين حلف استطاع أن يخضع الأحساء والقطيف وأوال وبعض قرى بلاد البحرين وجعلوا مركز حكمهم في الأحساء)(79),ثم بعد ذلك قضوا على الدولة الثعلبية أحفاد الأصفر الثعلبي وأسسوا الدولة القرمطية الثانية في القرن الخامس من(439هـ ــــ470هـ)(80).
(22) في ص 83 قال : ( وفي منتصف القرن الخامس برزت الدولة العيونية وتغلبت على بني الأصفر التغلبي وحلفائه من بني عامر ربيعة وبقيت السيادة في البحرين لبني تغلب العيونية حتى النصف الأول من القرن السابع حيث استولى بنو عامر بن ربيعة على البحرين) وفي ص 84 قال والدليل على أنهم من تغلب قول ابن سعيد: (ان بني عقيل استولت على حكم البحرين من بني تغلب والحاكمون في هذا التاريخ هم العيونيين وهذا يثبت أنهم المعنيين بتغلب ).
أقول هنا خلط كثير ولعل السبب أن المؤلف يعتمد على ذاكرته دون الرجوع إلى النصوص مما أوقعه في هذا الخلط ومن ذلك :
1/الدولة العيونية قامت عام (469هـ )على أنقاض كل من الدولة القرمطية الثانية في الأحساء وإمارة آل عياش في القطيف التي بدورها استولت على إمارة أبي البهلول في البحرين, قال ابن المقرب :
فصار ملك ابن عياش وملك أبي البهلول مع ملكنا عقد لنا نظما(81)
بينما دولة بني الأصفر الثعلبية سقطت عام (439هــ) على يد الدولة القرمطية الثانية أي بين العيونيين وبني الأصفر ما يقارب ثلاثين سنة.
2/ الدولة العيونية تنسب إلى قبيلة عبد القيس وليس إلى تغلب ,أورد شاعرهم ابن المقرب ما يدل على انتسابهم في عبد قيس …. كما مر معنا مما يغني عن إعادته .
كما أورد ابن لعبون في تاريخه عند حديثه عن قبائل عبد القيس نسب مؤسس الدولة العيونية فقال عنه هو: (عبد الله بن علي بن محمد بن إبراهيم العيوني العبقسي جد الأمراء العيونيين)(82).
والعبقسي : نسبة إلى عبد القيس, و قال في موضع آخر: ( وكان الملك والسلطنة في بني عبد الله بن علي العبقسي العيوني, ونسبته إلى العيون ناحية من نواحي الأحسـاء من البحرين ……وإنما بسطنا الإشارة إلى هذه القبيـلة وتملكاتهم وحروبهم لأنـهم أشـهر متأخـري عبـدالقيس )(83).
(23) في ص 83 قال المؤلف حفظه الله : ( وبعد انحطاط دولة القرامطة وبروز الأصفر التغلبي في الفترة من سنة 430هـ إلى سنة 469هـ).
المعروف أن فترة حكم بنو الأصفر المنتفقية من (398هـ ــــــ439هـ ) وليس كما قال المؤلف,وذلك بعد إسقاطهم دولة القرامطة الأولى المؤسسة من قبل أبو سعيد الجنابي, أما سقوط دولة بني الأصفر فكان علي يد دولة القرامطة الثانية والمؤسسة من قبل أحمد بن مسعر وأبو سعيد الحداني المعروف بالقرمطي .
(24) في ص 84 قال : (جاء في تاريخ ابن لعبون ….قال السيوطي في قلائد الجمان في تعظيمه لبني فضل وينظم إليهم من سائر العرب زعب وفرقة من عايذ وآل يزيد والدواسر) .
أقول :
1/ كتاب قلائد الجمان للقلقشندي وليس للسيوطي وقع في الخطأ ابن لعبون في تاريخه وتابعه المؤلف .
2/ انضمام الدواسر لبني فضل حلفا لا نسبا كما مر معنا مما يغني عن إعادته .
في ص 87 قال المؤلف : (وفي سنة 1284 هـ لجأ إليهم سعود بن الإمام فيصل وقد منعوه من أخيه في وقعة المعتلا ) وكرر ذلك ص 460
الصحيح أن وقعة المعتلا كانت في سنة (1283هـ ), قال ابن عيسى رحمه الله : (وفي سنة (1283هـ) خرج سعود بن فيصل من بلدة الرياض مغاضبا لأخيه عبد الله بن فيصل وقصد بلـدان عسيـر فلمـا كـان في آخـر هـذه السنة قدم سعود بن فيصل وادي الدواسر )(84).
(26) في ص 88 قال المؤلف : (عقيل بن عامر بن ربيعة من حكام البحرين وقد انحدرت عقيل من قبيلتها الأم والتي تسكن عمان إلى اليوم وهي فرع من أزد عمان).
وفي ص 89 قال: (هناك من خلط بين عقيل بن عامر بن ربيعة وبين عقيل بن كعب بن عامر صعصعة … ويلاحظ في سلسلة هذا النسب عدم وجود اسم ربيعة لذلك يجب التنبه على أن ربيعة في عقيل الأزدية ) .
أقول :
1/ عقيل تنحدر من بني عامر بن صعصعة وهم سكنة البحرين ويعرفون بعرب البحرين وقبل ذلك كانت ديارهم العقيق (وادي الدواسر) كما هو مشهور ومعروف وبهم كان يعرف, قال القلقشندي : (وقد ذكر في ” التعريف ” عرب عقيل وبطونها من عامر والمنتفق وغيرهما معبَّراً عنهما بعرب البحرين)(85).
2/ ليس هناك عقيل أزدية وقد أوسع عمر كحالة في مسميات القبائل في كتابه
معجم قبائل العرب ولم يذكر في الأزد عقيلا ولم أجد غيره من علماء النسب ذكر ذلك .
3/ لعل سبب الاشتباه عند المؤلف عدم تفهمه بأن القبيلة قد تذكر مجردة من سلسلة النسب لشهرتها كعقيل أو يذكر نسبها مختصراً كعقيل عامر أو عقيل كعب وتارة يذكر النسب مطولا كعقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة فيظن البعض أنها عدة قبائل وهي في الحقيقة قبيلة واحدة .
4/ أما اسم ربيعة فهو ضمن سلسلة نسب عقيل العامرية لا كما قال المؤلف باختصاص عقيل الأزدية المزعومة بها, قال ابن حزم : ( وهؤلاء بنو عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة )(86), فعلى كاتبنا التنبه لذلك .
في ص 91 قال : (أما بنو عامر الأزدية فهم عامر بن ربيعة وهم أهل هذه البلاد”البحرين” من قبل الإسلام ولهم وافدهم عوف بن عامر على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي طلب أن لا يحشروا ولا يعشروا), وقبلها في ص10 كلاما نحو ذلك قال : (وأما وافد عقيل القحطانية واسمه عوف بن خويلد وبلده البحرين وقد طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم : ” ألا تحشر قومه ولا تعشر ” فلو تمعن من كتب عن هذه القبائل لأدرك الفرق بين العقيلين ..).
أقول :
عوف بن عامر ليس من الأزد بل من عقيل العامرية ثم هو ليس بصحابي بل جد جاهلي للصحابي أبو حرب بن خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل صاحب قصة التعشيـر.
وقد أورد ابن الكلبي أنساب عقيل بن كعب فقال : ( فولد خويلد بن عوف بن عامر: .. الأعلم ……وأبو حرب بن خويلد كان فارسا جاهليا ثم أسلم ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم وسأله ألا يُحشّر قومه ولا يُعشروا, فأجابه على ذلك)(87).
وعند ابن حجر رحمه الله : (أبو حرب بن خويلد{بن عوف} بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري العقيلي (ثم ذكر قول ابن الكلبي السابق), وعلى هذا يبطل حجة التفريق بين العقيلين (88).
(28) في ص 92 قال : ( أن مقلدا والد بدران قد استولى على قلعة جعبر وأسماها الدوسرية ) وفي خاتمة الكتاب ص 487 ذكر حوادث العقيليين وفيها: (…استيلائهم على قلعة جعبر وتسميتها الدوسرية..).
أقول :
الصحيح أن القلعة بنيت في العهد الجاهلي وعُرفت بدوسر قبل أربعمائة سنة من تأسيس إمارة أبو بدران مقلد العقيلي عام(380هـ ), فكيف يصح القول بعد هذا بأنه من تولى تسميتها . قال القلقشندي عن قلعة جعبر : (قال القاضي جمال الدين بن واصل : وكانت تعرف قديما بالدوسرية نسبة إلى دوسر عبد النعمان بن المنذر, وهو الذي بناها أولا لما جعله النعمان على أفواه الشام, ثم تملكها سابق الدين جعبر القشيري في أيام الملوك السلجوقية فعرفت به )(89).
وقال ياقوت الحموي عن هذه القلعة : ( وكانت قديما تسمى دوسر, فملكها رجل من بني قشـيـر أعـمى يقال له جعبر بن ماـك, وكان يخيف السـبيـل ويـلتـجـئ إليـها )(90).
وعند ابن خلكان : (ويقال لهذه القلعة: الدوسرية، وهي منسوبة إلى دوسر غلام
النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وكان قد تركه على أفواه الشام، فبنى هذه القلعة فنسبت إليه)(91) .
في ص 92 قال المؤلف : ( وإن بني الأخيل قد استولوا على البصرة وزعيمهم قبان بن صالح من الأخايل ) ومصدره ابن خلدون .
نص ابن خلدون هكذا : (ومن عقيل هؤلاء بنو عبادة بن عقيل ومنهم الأجافل لان عبادة كان يعرف بالأجفل وهم لهذا العهد بالعراق مع بني المنتفق وفى البطائح التي بين البصرة والكوفة وواسط والإمارة فيهم على ما يبلغنا لرجل اسمه ميان بن صالح وهو في عدد ومنعة وما أدرى أهو في بني معروف أمراء البطائح بني المنتفق أو من عبادة الأجافل هذه أحوال بني عامر بن صعصعة)(92).
2/ ليت المؤلف ذكر النص الوارد كما هو دون تغير ثم التعليق عليه إن رأى خلاف ذلك مع التدليل . فالوارد (الأجفل) وهي تصحيف كما ذكر المؤلف وصحتها (الأخيل),وتصحيحها من كتاب جمهرة أنساب العرب وفيها : (بنو الأخيل من عبادة من عقيل من بني عامر صعصعة, … ومن بني عبادة : كعب المعروف بالأخيل بن الرحال بن معاوية ابن عبادة بن عقيل )(93) .
وهم قوم ليلى الأخيلية القائلة :
نحن الأخايل لا يزال غلامنا =حتى يدب على العصا مذكورا(94)
3/ يفهم من النص أنهم بالبطائح وليسوا بالبصرة كما أفاد المؤلف .
4/ أميرهم اسمه ميان وليس قبان كما ذكر المؤلف فإن كان مصحفا في نظر
المؤلف فعليه إيضاح ذلك مع دليله إذ لا يحق له تغير النص وفق الظن أو الاستنتاج.
5/ يفهم أيضا أن الأمير مختلف في نسبه فلا يدري ابن خلدون أهو من الأخايل أم من بني معروف فكيف جزم المؤلف بأنه من الأخايل!! .
في ص 92 قال المؤلف : ( ولا يفوتنا أن ننوه أن ابن فضل الله ذكر في كتابه مسالك الأبصار في ممالك الأمصار, يقول عن بني عقيل : هم من آل عامر قال الحمداني وهم غير عامر المنتفق وغير عامر صعصعة لهذا يجب أن ننبه إلى أن هناك عامرا آخر هو عامر ربيعة الأزدية ).
أقول :
تحدث عن هذا الإشكال بشيء من التفصيل الأستاذ/ خالد النزر في كتابه آل عصفور نأخذ منه ما يفيد موضوعنا قال: ( ونلاحظ أن هذه المقولة للحمداني مبهمة, حيث نفى انتسابهم لهذا وذاك دون أن يوضح لنا من أي عامر هم ؟ كما نلاحظ أن في هذه المقولة شيئا من التخبط, حيث أن عامر المنتفق هم أصلا من عامر بن صعصعة كما هو معروف, بل وكما نقل عن الحمداني نفسه. و لا باس هنا أن نفصل قليلا ً في هذه النقطة, حيث أنني اعرض على القارئ الكريم في هذا البحث رأيين حول هذه العبارة للحمداني :
الرأي الأول :
هو أن يكون الحمداني مخطئا ومتوهما في هذه المسألة بالذات, وهذا ما ارتآه القلقشندي بنفسه, وهو الذي نقل هذه المقولة للحمداني . فعندما ذكر القول سابق لابن سعيد عن آل عصفور, قال بعده حرفيا : [ و لا عبرة بقول الحمداني أنهم غير عامر ابن صعصعة, وعامر المنتفق, بل هم من عامر بن صعصعة], وأيضا في موقع آخر قال : [ على أن الحمداني قد وهم فقال : وهم غير عامر المنتفق, وعامر بن عصعة, وتبعه على ذلك في مسالك الأبصار ] . إذن القلقشندي بنفسه, وفي كتابين مختلفين, لم يأخذ بقول الحمداني, واعتبره واهما في هذه المسألة, وذكر أن مسالك الأبصار تبعه على ذلك, ويقصد ابن فضل الله العمري.
الرأي الثاني :
هو أن الحمداني لم يرد ما فهمه القلقشندي من كلامه هذا, من انه ينفي نسبهم لعامر بن صعصعة, وإنما الذي أراده الحمداني أنهم ليسو بني عامر القبيلة المعروفة نفسها مباشرة,على اعتبار أن هناك من ينسب إليها مباشرة في عصره, بل أراد أن يوضح أن عامر البحرين هي قبيلة من عامر بن صعصعة, وأنهم يقال لهم بنو عامر أيضا على اسم القبيلة الأم, وبالتالي فإن المنسوب إليهم يقال له عامري أيضا, ولكن ليس نسبة إلى عامر بن صعصعة, وإنما نسبة لهذه القبيلة منها وهي عامر بن عوف العقيلية . ولان من أشهر قبائل عامر بن صعصعة ممن اسمها عامر أيضا هم عامر المنتفق, ولان الحمداني خشي أن يذهب ظن القارئ, الذي يقرأ كلامه هذا, إلى أنهم هم المرادين بعامر الذين ذكرهم, فقد بادر إلى نفي ذلك بقوله أنهم غير عامر المنتفق أيضا, لأنه لا يمكن اتهام عالم كبير بالنسب مثل الحمداني بأنه يجهل أن عامر المنتفق هم من عامر بن صعصعة, وهو هو تضلعاً وعلماً بقبائل العرب حتى صار عمدة في أنسابها )(95).
في ص 94 ذكر الأمير منيع بن سالم ممدوح الخلاوي وعد نسبه على النحو التالي : (منيع بن سالم من بني صايل بن منيع بن سالم العقيلي ) وقال في ص 114 (المخاريم وهم من سلالة منيع بن سالم وقد تواترت أقوال المؤرخين القدامى أنهم من عقيل بن عامر بن ربيعة) وفي هامش ص 445 نحو ذلك مستشهدا ببيتين للخلاوي :
من أيدي رجال سلها صلب صايل=وللحرب مسواط متى قام نادبه
منيعيـــة لا تتــــقــى بــــاس فـــارس =ولا يتـــقى من لا وساع مضاربه
أقول :
1/ لا يوجد في نسب الأمير منيع جد بمسمى صايل وإنما وهم المؤلف في كلمة صايل الواردة في شعر الخلاوي وظن أن بينه وبين الصييلات من قبيلة المخاريم صلة قربى فنسبهم لعقيل .
وذرية منيع معروفة إلى هذا اليوم ويعرفون بآل مناع ومسكنهم العراق, قال العزاوي: (ومن هؤلاء عبيد ورومي أبناء مهنا بن علي بن سيف بن محمد ابن جبر بن منصور بن منيع بن سالم بن زامل بن سيف بن أجود بن زامل العامري الجبري القيسي . ومنيع هذا كان حاكما في الأحساء والقطيف ونجد فكان آخر أمرائهم وهو الذي انحدر على العراق وسكن الشامية بعشائر
الأجود )(96).
2/ أما الاستدلال بالشعر الوارد في ديوان الخلاوي لابن خميس :
من أيدي رجال سلها صلب صايل =للحرب مسواط متى قام نادبه
بدون ( و) في كلمة (وللحرب) ولعل المقصود خلاف ما ظن المؤلف بمعنى من صلب رجل صايل للحرب بمعنى شجاع مقدام, ولو قلنا بأن هنالك جد بمسمى صايل لأصبح ممدوح الخلاوي اسمه منيع بن سالم من آل صايل من بني عقيل بينما صييلات الدواسر فهم من ذرية صايل من أبا الديون من المخاريم من آل منيع بن سالم بن زائد عكس نسب الرجل فكيف يكون هذا ذاك .
بمعنى أن صايلا هذا جد لمنيع بن سالم ممدوح الخلاوي بينما هو فرع لدى منيع بن سالم المخاريم .
3/ استدلال المؤلف بكلمة” منيعية” أن منيع جد أعلى للممدوح منيع بن سالم فذاك لم يرد في سلسلة نسبه وجواب هذا أن كلمة( منيعية) في القصيدة نسبة للأمير نفسه كما أفاد بذلك أبو عقيل الظاهري قال: ( ويلاحظ أن انتساب
بعض الأسر إلى فرد لا يعني أن كل أسرة من ذريته بل المراد شتى قرابته وهكذا عرفت أسرة المنيعات بالمنيعية في عهد منيع نفسه )(97).
في ص 94 ذكر المؤلف بني صايل المخاريم وقال : (ومن أشهرهم الشيخ ربيّع بن بدن ).
الصحيح أنه ربيع بن زيد وبدن أخوه, وهما من الصييلات من آل أبا الديون من قبيلة المخاريم, قال ابن خميس: (في سنة (1199هـ) جاء وفد من وادي الدواسر إلى الدرعية يرأسه ربيع وبدن أبناء زيد، فأعلنوا طاعتهم وإيمانهم بالدعوة السلفية وانقيادهم لها)(98) .
وقال في موضع آخر عن أعلام منطقة الوادي: ( ومن رجالها البارزين : الشجاع المغوار ربيع بن زيـد الذي كانت له مواقف بطـولية, وأيام مشهودة ووقائع معـدودة )(99) .
في ص 101 قال المؤلف: ( جاء في ديوان ابن المقرب أن عبد الله بن علي العيوني قام بنحو أربعمائة رجل بمحاربة القرامطة ومن ساندهم من قبائل اليمن (كبني عامر بن ربيعة ) ثم علق فقال : ( ويفهم من هذا النص أن بني عامر بن ربيعة التي ينتمي لها عقيل بن عامر بن ربيعة هي قبيلة يمنية وليست قيسية ).
أقول :
1/خرج ديوان ابن المقرب بعدة تحقيقات وعدة شروحات وطبعات, والمؤلف لم يشر في أي النسخ هذه العبارة, وليته بين ذلك مع تحديد رقم الجزء والصفحة .
2/ العبارة الواردة عند ابن لعبون في تاريخه وهو ناقل من المصادر القديمة, قال عند الحديث عن عبد الله العيوني ما نصه فقام بأربعمائة رجل على القرامطة ومن معهم من اليمن, ومن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة خفرة البحرين والقطيف فحاربهم سبع سنين, حتى انتزع الملك منهم ومن اليمن وعامر )(100).
وهذه الرواية موافقة لشروحات ديوان ابن المقرب وهي الأصح و تعتبر حجة على المؤلف لا له, حيث تم التفريق فيها بين قبائل اليمن وعامر ربيعة, بل وبيّن فيها نسب عامر ربيعة إلى عامر بن صعصعة.
3/ وجدت عبارة قريبة مما ذكر المؤلف ولكن في كتاب التحفة النبهانية لا ديوان ابن المقرب أتت بعد كلمة : أهل اليمن (كبني عامر بني ربيعة )(101) مفسرة ومنصصة أي (بين قوسين) مما يعني أنها رواية شاذة .
وعلى هذا ومما سبق يبطل استدلال المؤلف بها.
في ص 101 ذكر الخلاف بين الشيخين حمد الجاسر رحمه الله وأبو عبد الرحمن الظاهري حول مفهوم عامر ربيعة وخرج أن هناك قبيلتين ولم يوضحها وخرج بالقول بأزدية عامر ربيعة وهو ما لم ينتـبه لها الشيخان 0
أقول :
الخلاف بين الشيخين: حمد الجاسر وأبو عبد الرحمن الظاهري حول نسب عامر ربيعة على النحو التالي :
الأول: يرى أن عامرا من عبد القيس الربعية, والثاني: يرى أنها من عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر صعصعة القيسية(102), ولم يذكرا القبيلة الأزدية المزعومة لدى كاتبنا, وإنما هو رأي جديد للمؤلف لا يعتمد على دليل كما مرّ في تفنيد أقواله وهذه واحدة من غرائب المؤلف لم يسبق إليها.
في ص 104 قال ( قول الشاعر ثابت قطنة :
أهم بالصرف أحيانا فيمنعني=حيا ربيعة والعقد الذي عقدوا
وهذا البيت يدل على أن ربيعة هي قبيلة الشاعر الأزدي العتكي
أقول :
1/ ثابت قطنة ليس من قبيلة ربيعة وإنما من الأزد فرع العتيك وليس في العتيك فرع ربيعة, وهذا نسبه كما أورده ابن الكلبي: (ثابتُ قُطنة الشَّاعر بن كعب بن جابر بن كعب بن كُزمان بن طَرفةَ بن وهب بن مازن بن مازن بن نمٍّ بن أسد بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو مُزيقياء بن عامر ماء السَّماء بن حارثةَ بن امرئ القيس بن ثعلبةَ بن مازن بن الأزد)(103). فأين ربيعة هذه !
2/ لعل البيت يشير لدخول بعض ربيعة في حلف الأزد زمن مسعود بن عمرو الأزدي في البصرة (104).
في ص 104 قال المؤلف عند حديثه عن أبي سعيد الجنابي: (وقد استمال قبائل من العرب من الأزد ومن غيرهم من اليمن, ومن قيس عيلان وعــامر ربيعة
وعائــذ وقبـان وغيرهم مـن قبائل عامر بن صعصعة ) ومصدره تاريخ ابن لعبون ,وفي ص 105 قــال: ( وقبان فرع من عامر بن صعصعة وهم من بني الأخيل)
أقول :
1/ الصحيح قباث وليس قبان بالثاء المثلثة وهكذا وردت عند مرجعه ابن لعبون, قال الكلبي عند حديثه عن قبائل عقيل: (ومنهم : قباث بن كعب بن عقيل)(105) ولم ينسبهم إلى بني
الأخيل.
2/ وورد رسمها عند ابن المقرب وهو معاصر لأحداث تلك القبيلة: قباث (هكذا) وذلك في خمسة مواضع في شرح ديوان ابن المقرب المحقق من قبل الأستاذ/ عبد الخالق الجنبي(106), وخمسة أيضا في ديوان ابن المقرب العيوني تحقيق/ أحمد الخطيب(107).
3/ وردت أيضا بمسمى قباث في مسالك الأبصار لابن فضل الله العمري: ( عقيل: وهم من آل عامر قال الحمداني: …… ومنهم القديمات والنعايم وقباث وقيس ودغفل وحرثان وبنو مطرق)(108).
في هامش ص 105 قال : (أحمد بن مسعر زعيم بني عامر ومنهم أبو حسن بن مسعر وأبو عقيل الذين يعرفون اليوم بقبيلة المساعرة في صهيب بن زايد الدواسر ) وكرر في ص 121 ما نصه : (شيخ بني عامر هو أحمد بن مسعر ومن فروع مسعر أبا الحسن وأبا عقيل وأبا سباع كل هذه الفروع تعود إلى عامر ربيعة الأزدي) .
أقول :
1/ أحمد بن مسعر من زعماء القرامطة في الأحساء, وهو من بني عامر ربيعة القيسية كما نصا عليه ابن المقرب في ديوانه وشارح الديوان.
قال ابن المقرب (ت سنة 629هـ وقيل سنة630هـ):
ثـم انتــحينا لعـوف بعدمـا ورمــت=أنـوفـها فــفـشـشــنا ذلـك الورما
لـم ينـج غيـر رئيس القوم تحمله= خيفانه كظليم ريع تحت ما(109)
قال الشارح (معاصر لابن المقرب)* : (عوف : قبــيلة وهـي بيت عامر ربيعة وهو عوف بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار وكانوا أهل خفارة البحرين)(110), وقال عند كلمة (رئيس القوم : يعني أحمد بن مسعر رئيس عامر ربيعة)(111).
2/ الرجل من سكنة الأحساء وقد رحل بعد هزيمته إلى البصرة ولم يذكر أن له ابن يقال له حسن أو عقيل .
3/ مسعر جد قبيلة المساعرة وهو مسعر بن جري بن صهيب بن زايد وأبناءه حسن وسباع وزمام أما عقيل فهم فرع من آل بو سباع, كما ليس في أبناء مسعر من تسمى بأحمد فما علاقة هذا بذاك.
(38) في ص 107قال المؤلف: ( ويدخل في ربيعة طائفة من العتيك قوم المهلب بن أبي صفرة كما يقوله شاعر العتيك ثابت قطنة في قصيدته التي يمدح بها يزيد بن المهلب:
إِنَّ اِمــرءاً حَدَبـــتَ رَبيعَــــةُ حَـــولَهُ=وَالحَــيُّ مِن يُمــنٍ وَهابَ كَئودا
لَضَعيفٍ ما ضَمَّت جَوانِحُ صَدرِهِ=إِن لَم يَكُفُّ إِلى الجُنودِ جُنودا
أَيَزيد ُكُن في الحَربِ إِذ هَيَّجتَها =كَأَبيكَ لا رِعشـاً وَلا رَعــديدا
وقد جاء في قصيدة أخرى لثابت قطنة في هجاء راويته قال عن نفسه:
أهم بالصرف أحيانا فيمنعني =حيا ربيعة والعقد الذي عقدا
وهذه القصائد تشير إلى انتماء الشاعر وممدوحه إلى ربيعة ومن المشهور أنهما عتكيان فهل كانت العتيك في ربيعة أم أن ربيعة فرع من العتيك ؟
أقول :
1/ ربيعة الشعب العدناني المعروف ويظهر هذا من البيت الأول فالشاعر فصل بين ربيعة والحي اليمني مما يدل أن ربيعة ليست من اليمن .
والظاهر أنه يعني الحلف القائم في البصرة بين ربيعة والأزد تحت زعامة مسعود بن عمرو الأزدي(112) وهو تجديد لحلف كان بينهم في زمن الجاهلية(113) .
2/ أشار ثابت في هجائه لربيعة ما يدل على هذا الحلف, فقد أورد أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني ما نصه : ( ونسخت من كتاب المرهبي قال: كانت ربيعة لما حالفت اليمن وحشدت مع يزيد بن المهلب تنزل حواليه هي والأزد ،فاستبطأته ربيعة في بعض الأمر،فشغبت عليه(114) حتى أرضاها فيه،فقال ثابت قطنة يهجوهم:
عصافير تنزو في الفساد،وفي الوغى=إذا راعــــهـــــا روعٌ جــمــــاميــــح بـــروق
أأحـــلم عــن ذبـــان بكـــر بــن وائـــل=ويــعلـــق مـــن نفــسي الأذى كل معلق
ألـــم أك قــــد قـلدتــكم طوق خزية=وأنكلت عنكم فيكم كل ملصق
لعمرك ما استخلفت بكراً ليشغبوا=عـــلــــي، ومــــا في حــلفكم من معلق
ضـــمــمتـــكـــم ضــــماً إلـــي وأنـــــتم =شـتـات كفـقع القـاعة المـتفـرق(115)
في ص 109 ومن ذرية أحمد بن مسعر أبا الحسن وأبا سباع وأبا عقيل هؤلاء أبناء مسعر المعروفون اليوم في الدواسر بالمساعرة, وستلاحظ أن أبا الحسن وأبا عقيل من أسماء آل البيت لما كان عليه القوم من مودة لآل البيت.
أقول :
1/ ذرية مسعر بن جري بن صهيب هم حسن جد آل أبا الحسن وسباع جد آل بو سباع وزمام جد آل بو زمام لا كما قال المؤلف, أما آل بو عقيل فهم فرع من آل بو سباع.
2/ المؤلف يلمح إلى كون القبيلة ذات توجه ( مذهبي معين) بسبب الأسماء واختار ما يشاء وترك آخرين ! أخد حسن وعقيل وترك (سباع) و(زمام) !! والسؤال الذي يطرح نفسه هل الأخيران من أسماء آل البيت أيضا ؟؟ ثم هل أهـل السنة تنفر من مسميات آل البيت رضي الله عنهم
أجمعين ؟؟.
في ص 112 ذكر القبابنة وقال : ( وطائفة منهم قد هاجرت إلى الشام من أبرزهم مفتي لبنان والشاعر نزار قباني ) وكرر ذلك في ص 129
أقول :
1/ الأخذ بتشابه الأسماء مزلق كبير وقع فيه كاتبنا وليته أخذ بقوله (ومن الغباء الأخذ بتطابق الأسماء كما قال الهمداني رحمه الله )(116).
2/ مفتي لبنان من الأسر الحسينية من أشراف الحجاز,وليس من قبيلة القبابنة النجدية العامرية كما زعم المؤلف واليكم نسبه وسيرته كما هو مدون في موقع دار الفتوى تحت عنوان
(السيرة الذاتية لمفتي الجمهورية اللبنانية د. الشيخ محمد رشيد راغب قباني: الولادة: وُلِدَ في بيروت في 5 رمضان 1361هـ = 15 أيلول (سبتمبر)1942م. والده الشيخ راغب القباني الحسني أُماً، الحسيني أباً،أحد علماء بيروت الأفاضل رحمه الله تعالى)(117) .
وقال حسين حمية في كتابه: (آل القباني من أشراف الحجاز منهم فرسان حاربوا في القدس مع صلاح الدين الأيوبي. كان أشهرهم والي عكا عبد الغني باشا …. أما حاليا فبرز منهم أعلام عدة منهم الشيخ محمد رشيد راغب قباني مفتي الجمهورية)(118).
3/ الشاعر نزار قباني تركي الأصل من جهة أبـويه، من أسرة تركية عريـضة الجاه هي ” أسرة آقبيق” و (آق بيق ) تعني بالتركية ” الشارب الأبيض”(119).
أما لقب قبّان فعائد إلى جدّ نزار القريب لا نسبة إلى قبيلة قديمة كما ذكر المؤلف, قال د/ محمد شريف الصواف : (وفي دمشق أسرة اشتهرت بالقباني وهم بني آق بيق وممن نبغ واشتهر منهم أحمد أبو خليل ابن محمد الشهير بالقباني ابن حسين آغا آق بيق, …. واشتهرت ذريته من بعده بلقب القباني, وولده… توفيق وولده نزار بن توفيق شاعر الغزل والسياسة الأشهر في
عصره )(120).
في ص 113 ذكر المؤلف قبيلة النتيفات وقال من أبرز رجال و شيوخ القرن
الرابع عشر شيخ النتيفات جعيثن وهو الذي يقول فيه الشاعر :
لا جيت الهدار انص جعيثن =انص الرجال وكب عنك أنذالها
أقول :
1/الشاعر هو سيف الغوينمي من الولامين قال هذا البيت ضمن قصيدته المشهورة والتي تعرف ب”مصلحة” وتكملة شطر البيت الأول هكذا:
ثم نصها الهدار فيه جعيـثن=من منوة أهل الهجن عند انكالها
أما الشطر الثاني فأوله :
وان شمت من دار وتبغى ديرة =إنص الرجال وخل عنك أنذالها(121)
2/ عصر جعيثن القرنين الثاني والثالث عشر, قال ابن مفلح عن مشاهير النتيفات : (جعيثن بن فردوس آل عرفج كان رجل شجاعة وكرم توفي عام 1220هـ)(122).
في ص 114 قال المؤلف : ( تقول كتب التاريخ أن عامر مزيقياء هو الملطوم).
أقول :
1/ الصحيح أن مزيقياء والملطوم لقبين لعمرو بن عامر وليس لأبيه عامر كما ذكر المؤلف, وهذا نسبه كما ذكره المحققون: (عمرو”مزيقياء” بن عامر”ماء السماء” بن حارثة “الغطريف” بـــن أمريء القيس “البطريق” بن ثعلبة “البهلول” بن مازن “زاد الركب” بن الأزد بــن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان )(123).
2/ لقب عمرو المشهور به “مُزَيقِياء” وهو: ( بميم مضمومة فزاي مفتوحة فمثناة تحتية ساكنة، فقاف مكسورة فمثناة تحتية فهمزة ممدودة، لُقّب عمرو بذلك لأنه كان من ملوك اليمن، وكان يلبس كل يوم حلتين فيمزقهما بالعشي ويكره أن يعود فيهما، ويأنف أن يلبسهما أحد غيره)(124) .
ومن الشواهد الشعرية على أن مزيقياء هو عمرو لا عامر, قول عبد الله بن محمد بن أبي عينية بن المهلب مفتخراً بفعل جده مزيقياء (125).
أنا ابن مزيقياء عمرو إليه =تناهى المجد والحسب اللباب
تمــزق كلما أمسى ثياب =عـــليـــه وتســــتجد لـــه ثيـــاب
وقبله قول الصحابي أوس بن الصامت رضي الله عنه وقيل أخوه عبادة:
أنا ابن مزيقياء عمرو وجدي =أبـــوه عـــامر مـــاء الســـماء
3/ يلقب عمرو أيـضا “بالملـطوم” قال اللغوي نشوان الحميري (ت573 هـ): (الملطوم: عـمرو بن عامر الأزدي ثم ذكر قصة سد مأرب وبيع الضياع قبل انهياره … )(126).
ويقول محمد بن أبي الفتوح اليماني (من أعلام القرن التاسع): (عمرو بزيادة الواو الملقب بمزيقياء…..ويقال له الملطوم أيضاً لأن ابنه لطمه في قضية )(127).
في ص 116 قال: (وفي الجبيل : الدوسرية وهي بلدة أثرية لعلها تكون من أبرز مدن الدواسر في القرون السادس إلى الثامن ولا زالت تحتفظ باسم الدواسر رغم فراغها من السكان واندثار مبانيها ).
أقول :
1/الدوسرية اسم حادث لموقع أثري يعود إلى ما قبل الميلاد بكثير, قال الشيخ حمد الجاسر: (الدوسرية : بلفظ النسبة إلى الدواسر مع هاء التأنيث: موضع يقع على شاطئ البحر جنوب ميناء الجبيل, وفيه ميناء مهجور, وهو من الأماكن الأثرية, على ما جاء في كتاب أصدرته (إدارة الآثار والمتاحف) في المملكة سنة (1395هـ ــــ 1975م) على أن اسم الموضع حديث)(128).
2/ أقام الدكتور عبد الله مصري في موقع الدوسرية سبعة مجسات اختبارية بأطوال (2× 2) م لكل مجس وبعمق حوالي 3.5 م، اتضح من هذه المجسات وجود 7 طبقات ستيطانية أحدثها تعود إلى ( 4185 ق. م ) المتزامنة مع فترة العُبيد الثالثة المثالية و أقدمها تعود إلى (4950 ق. م ) )(129).
والسؤال الذي يُطرح على المؤلف هل قبيلة الدواسر كان لها وجود في تلك الفترة لسحيقة !!!!.
في ص 116 ذكر بنو معن الأزد في خراسان وعد منهم آل معني أهل فرعة الوادي وعدّ (أبو العون بن عبد الملك بن يزيد الأزدي … من فرع عويمر الأزدية).
وفي ص 119 قال : (وبعد وفاة أبي عون جعل له ضريح في خراسان …. وأخذ بعض الناس يقسم بأبي عون ) وفي ص 120 قال : (قبيلة بني عويمر …. أحفاد أبي عون ) وفي ص 281 قال : ( ثم إن آل عويمر عادت إلى الوادي في القرن السابع الهجري تقريبا وكانت لهم القوة في الفرعة وقد جددوا ضريح أبي عون وأخذ بعض العوام يزوره ويستغيث به إلى وقت قريب قبل الدعوة السلفية وفي حديث الناس الدارج تجد كلمة بالعون وهي رواسب الماضي لتعظيم هذا الرجل …)
أقول :
1/الأمر لا يتعدى كونه تشابه أسماء وإلا فالكل من الأزد, والمؤلف هنا لم يراعِ الفارق الزمني والمكاني بين الأسمين كما أن اللفظ يختلف فالسابق يدعى معن واللاحق معني.
2/ (أبو عون) كنية مجردة من التعريف, وليس اسما كما فهمه المؤلف, وصحة اسمه كما ورد في المراجع “عبدالملك بن يزيد “(130).
3/ أما نسب أبي عون فهو من موالي الأزد من قبيلة هناءة, وليس من بني عويمر كما ذكر المؤلف, قال ابن عساكر : (عبدالملك بن يزيد أبو عون الأزدي مولاهم الجرجاني مولى بني هناءة من الأزد أحد قواد بني العباس)(131) وعـدّه الكندي أحد ولاة مصر قال : (أبو عون عبد الملك بن يزيد مولى هُناءة من الأزد، وهو من أهل جرجان ثم وليها (مصر) …. مستهل شعبان سنة ثلاث وثلاثين ومائة)(132).
4/ لم أجد أحدا ذكر أن لأبي عون ضريحا يزار, ثم الأضرحة لم تخرج في العهد الأموي ولا أوائل العهد العباسي وهو الزمان الذي عاش فيه أبي العون وإنما أتت متأخرة بعد ذلك وخاصة في العهد الفاطمي.
5/أما ما يتعلق بكلمة بالعون فليس لها علاقة بشخص أبي عون الأزدي وهي من غرائب كاتبنا,سئل الشيخ محمد بن إبراهيم عن قول : “بالعون” فأجاب رحمه الله بقوله: ( هذا صريح في الحلف بغير الله, وليس الظن أنه يعني : بعون الله وهذا اللفظ منتشر في ديار غامد و زهران وعسير والله أعلم )(133). وقيل عون : اسم صنم كان في اليمن, فيكون هذا من القسم به, كقول الجاهلية الأولى “باللات والعزى ” وهذا شرك بيـّن )(134). ويلاحظ أن القول بكلمة
(بالعون ) منتشر في الحجاز وعسير كما أفاد الشيخ وهي تسمع أيضا في بعض البلاد العربية كالأردن وغيرها بل ووردت في أقوال الشعراء من غير الدواسر فهل يصح أن يقال أن أصولهم من فرعة الوادي !! .
في ص 282 قال المؤلف : ( آل معني وهم من فروع آل زايد الصغير وبلادهم الوطية والسراجي في فرعة الوادي ).
أقول :
السراجي ليست لآل معني بل لآل حميضان من آل عويمر, قال الحاقان رحمه الله : (يبتدئ الوادي من الغرب بقرية السراجي وتسكنها قبيلة آل حميضان وهم من آل عويمر بن زايد بن غانم بن ناصر بن ودعان بن سالم بن زايد )(135).
في ص 121 قال المؤلف حفظه الله : ( فروع صهيب بن زايد: 1/ جري بن صهيب 2/ فرج بن صهيب 3/ غياث بن صهيب 4/ عيسى الشرافا 5/موسى الحراجين.
أقول:
الصحيح حسب ما هو متعارف عليه عند العارفين بأنساب القبيلة: أن من أبناء صهيب حسن بن صهيب إضافة لما ذكر المؤلف, بينما فرج من أبناء حسن. قال مؤرخ الأفلاج ابن مفلح رحمه الله : (آل حسن بن صهيب بن زايد: وعدّ منهم الفرجان: أبناء فرج بن حسن بن صهيب )(136) .
في ص 122 ذكر المؤلف التشابه في المسمى بين قبائل الدواسر وقبائل عمان وخرج من ذلك بأن الدواسر من عمان وذكر على سبيل المثال الشكرة وال حسن والمخاريم وال بريك وغيرهم .
أقول :
1/ القبائل العمانية لا تشترك مع الدواسر في أصول النسب فكيف تم له الربط بينها والسؤال الذي يطرح نفسه هل مجرد التشابه أو التقارب في المسمى يكفي في إلحاق القوم بعضهم ببعض ؟ .
2/ هناك اختلاف في اللفظ بينهم على المؤلف مراعاته مثل الشكور والشكرة والغيوث والغييثات وآل بريك والبريكات إلخ .
فالشكور في عمان على سبيل المثال: يعود نسبهم إلى: ( نزار من بني يشكر بن بكر بن وائل)(137), أما بنو حسن فيعودون إلى حمير من بني حسن بن شمس بن وايل بن الغوث بن قطن بن عمرو بن الهميسع بن حمير بن سبأ)(138), أما المخاريم في عمان فهي: ( قبيلة عدنانية يتصل نسبها إلى تغلب بن وايل .. والمفرد: المخرومي )(139) ( وال بريك في عمان : يتصل نسبها أيضا إلى تغلب بن وايل )(140).
أقول ليس هناك علاقة بين قبائل عمان وقبائل الدواسر إلا مجرد تشابه أسماء ولو بحثنا في مسميات قبائل اليمن والأردن وغيرها من البلدان لوجدنا الكثير من التشابه بين القبائل مع الفارق بينها, ولهذا ألف علماء النسب مؤلفات كثيرة حول هذا الموضوع منها مشتبه النسبة والمؤتلف والمختلف وغيرها حبذا لو اطلع عليها المؤلف .
في ص 122 ذكر بعض أفخاذ الدواسر وقال: (وأما ودعان فمنهم أبو نصر محمد بن علي الودعاني ولد في الموصل) ومصدره كتاب اللباب في تهذيب الأنساب.
أقول :
هو من ربيعة نزار كما أخبر بذلك عن نفسه وهو أعلم بنسبه من كاتبنا,قال الذهبي: ( ابن ودعان : الشيخ الجليل، قاضي الموصل، أبو نصر محمد بن علي بن عبيد الله بن أحمد بن صالح بن سليمان بن ودعان، الموصلي. تردد إلى بغداد، وحدث بها في آخر أيامه. قال: ولدت ليلة النصف من شعبان سنة اثنتين وأربع مئة، وذكر أنه من ربيعة الفرس، وأول سماعه سنة ثمان وأربع مئة)(141).
في ص 123 قال البدارين نسبة إلى جدهم بدران ثم ذكر في الهامش بدران بن مانع بن راشد بن عصفور ….. وبدران بن مقلد ………….. وفي ص 127 قال: (قد يكون بدران العصفوري هو الجد الأعلى لبدران شيخ الدواسر ..).
أقول :
1/أراد المؤلف نسبة البدارين إلى عقيل سواء كان إلى العصفوريين في الأحساء أو العقيليين في العراق, ولو رجعنا إلى مسمى بدران لوجدناه كثير في قبائل العرب فقد ذكر عمر كحالة في معجمه ست قبائل تسمى ببدران في العراق فضلا عن بقية البلدان( 142).
2/ ديار بدران العقيلي وقومه بالجزيرة الفراتية لا نجد , قال القلقشندي: ( ومن بني عقيل: عُبادة، بضم العين المهملة وفتح الباء الموحدة وألف ثم دال مهملة مفتوحة وهاء في الآخر. وهم: بنو عبادة بن عقيل، المقدم ذكره. قال ابن سعيد:
ومنازلهم بالجزيرة الفراتية، مما يلي العراق، ولهم عدد وكثرة. غلب منهم على الموصل وحلب في أوساط المائة الخامسة قريش بن بدران بن مقلد فملكها، ثم ملكها من بعده ابنه مسلم، وتَسَمَّى شرف الدولة، وتوالى الملك في عقبه إلى أن انقرضوا ورجعوا إلى البادية, ولهم إمرة إلى الآن )(143).
في ص 123 قال المؤلف : ( بلدة البير وهي من موارد قبيلة البدارين عندما كانوا على باديتهم وكانت تسمى بئر البدارين حتى اختصر اسمها الى البئر).
أقول :
الصحيح أن البير معروفة باسمها قبل نزول آل حنيحن البدارين الدواسر فيها,قال مقبل الذكير : (البير قرية معروفة في سدير(الصحيح المحمل) وأمراؤها من العرينات من سبيع وكان ينازعهم فيها آل حنيحن فتغلبوا عليهم وأجلوهم عنها فلما كان عام (1015هـ) سطا محمد وعبد الله آل حنيحن في بلد البير واستولوا عليه واخرجوا منه العرينات فعمروه وغرسوه …)(144) وتسمى أيضا بواسط ومن شواهد الشعر العامي على ذلك قول الشاعر عبد المحسن بن فوزان بن سويلم (في ديوانه) :
أولاد ابــن بــدران لعميــــت ابصـــار =مثــل النهار إلى طلع يخفى النور
اخص اهل (واصط) إلى بار من بار =سم الحريب إلى انثبر كل مثبور
وقول العجيمي :
ما اذم أهل واصط مناعير صبيان=لطامة العايل نهار الكرارا(145)
الهوامش:
1)) تصحيف الكلمة : بمعنى تغيرت إلى خطأ.
(2)مجلة العرب ج 8,7 س16 (محرم وصفر 1402هـ) ص 608 .
(3) الأنساب (6/33) تحت رقم 1715.
(6) الكامل في التاريخ ابن الأثير(7/434), اتعـاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميـين الخلفـا لأبي العباس أحمد المقريزي ت 845 هـ (1/261).
(7) انظر أخبار القرامطة د/ سهيل زكار ص 330.
(8) تاريخ ابن خلدون (4/91).
(9) الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة عبد القادر الجزيري(1/336 ).
(10) تاريخ الخليج وشرق الجزيرة العربية (إمارة بني ثعلب ) ص 20
(11) الأسر الحاكمة في الأحساء الظاهري (1/ 35 ), وآل إبراهــيم العيونيــين في بلاد البحرين د/ محمد محمود خليل ص 49).
(12) ديوان ابن المقرب ص 537 الطبعة الهندية, شرح ديوان ابن المقرب تحقيق/ عبد الخالق الجنبي(2/958).
(13) ديوان ابن المقرب ص42 الطبعة الهندية, شرح ديوان ابن المقرب تحقيق/ عبد الخالق الجنبي(1/79).
(14) الأسر الحاكمة في الأحساء الظاهري (1/ 89), شرح ديوان ابن المقرب تحقيق/ عبد الخالق الجنبي(1/79). وللاستزادة انظر( ابن المقرب حياته وشعره . عمران بن محمد بن عمران, علي بن المقرب العيوني حياته وشعره . د. علي الخضيري ط 1412هـ , ديوان علي بن المقرب العيوني ط 1388هـ ) .
(15) قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان القلقشندي ص119.
(16) المسالك ص 116
(17)المسالك ص 175
(18) حاشية مخطوطة من عالم نجدي مجهول على كتاب قلائد الجمان في سنة 1137هـ.
(19) شرح الأستاذ / راشد بن عساكر على كتاب نبذة في أنساب أهل نجد لابن سيار ص 138.
(20) تاريخ ابن لعبون ص 38.
(21) انظر نبذة في أنساب أهل نجد لابن سيّار شرح الأستاذ / راشد بن عساكر ص 138.
(22) منطقة الرياض دراسة تاريخية وجغرافية واجتماعية د/ فهد عبد العزيز الدامغ (2/348)
(23) مسالك الأبصار لابن فضل الله العمري ص 113, مجلة العرب ج 8,7 س 16 محرم وصفر 1403هـ ص 612 مقال للجاسر بعنوان “العرب في القرن السابع من كتاب المسالك”
(24) عجالة المبتدي ص93.
(25) المقـتضـب لياقـوت الحمـوي تحقـيق / د ناجـي حسـن ص 244 الاشـتـقـاق ص 496 والعقـدالفريد (3/387) وجمهرة انساب العرب لابن حزم ص354.
(26) التعريف بالأنساب والتنويه بذوي الأحساب لأحمد بـن محمد الأشـعري القرطبـي تحـقيق/ د سعد ظلام ص 176.
(27) انظر شعر النابغة الجعدي إصدار المكتب الإسلامي ص53 .
(28) جمهرة أشعار العرب أبو زيد القرشي ص 362.
(29) التعليقات والنوادر لأبي علي هارون بن زكريا تحقيق/ د حمود الحمادي ص 191.
(30) مجموع بلدان اليمن وقبائلها للحجري تحقيق / إسماعيل الأكوع (3/608).
(31) طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي ص 116.
(32) العمدة في محاسن الشعر وآدابه لابن رشيق القيرواني ص 645
(33) معجم البلدان لياقوت الحموي (2/296).
(34) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام (9/889), طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي تحقيق / محمود محمد شاكر(1/150).
(35) قرية الفاو صورة للحضارة العربية قبل الإسلام في المملكة العربية السعودية د/ عبدالرحمن الأنصاري ص 16.
(36) ديوان تميم بن أبي مقبل تحقيق /عزت حسن ص 134.
(37) معجم البلدان لياقوت الحموي ( 4/ 59).
(38) صفة جزيرة العرب للهمداني ص 314 وص 162
(39) تاج العروس الزبيدي (1/7070).
(40) نهاية الأرب في معرفة الأنساب العرب القلقشندي ص 196, انظر نسب معد واليمن
الكبير للكلبي (2/693),جمهرة أنساب العرب ابن حزم ص 329,
(41) نهاية الأرب في معرفة الأنساب العرب القلقشندي ص366,انظر نسب معد واليمن الكبير للكلبي (1/136),جمهرة أنساب العرب ابن حزم ص 419 .
(42) معجم البلدان لياقوت الحموي (4/139).
(43) قلب الجزيرة العربية هاري سانت جون فيلبي (عبد الله فلبي) طبعة العبيكان (2/154).
(44) صفة جزيرة العرب للهمداني تحقيق محمد الأكوع ص ( 307 ).
(45) نسب معد واليمن الكبير للكلبي(2/697) .
(46) الأصنام للكلبي تحقيق / د محمد عبد القادر ص61.
(47) معجم البلدان ياقوت الحموي (1/238).
(48) جمهرة أنساب العرب ابن حزم ص 451.
(49) الحيوان للجاحظ (1/469 ).
(50) البخلاء للجاحظ (1/75 ) .
(51) التعليقات والنوادر (2/709).
(52) التعليقات والنوادر (2/ 534), وأبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع لحمد الجاسر ص 341 .
(53) تاريخ اليمامة لابن خميس (1/169).
(54) نهاية الأرب في معرفة الأنساب العرب القلقشندي ص ( 331 ) رقم 1324.
(55) تاريخ الخليج وشرق الجزيرة العربية (إمارة بني ثعلب ) ص 35
(56) انظر كتاب آل إبراهيم العيونيين في بلاد البحرين د محمد محمود خليل ص 49 .
(57) قلب الجزيرة العربية طبعة العبيكان (2/154) .
(58) أحداث البصرة في القرن الحادي عشر لفتح الله بن علوان الكعبي. ص52, وص 44.
(59) المصدر السابق ص 47 .
(60) المنتخب في ذكر أنساب قبائل العرب لعبد الرحمن المغيري ص 305.
(61) جمهرة انساب الأسر المتحضرة في نجد (1/405).
(62) تاريخ الأفلاج عبد الله الجذالين ص 162ص 163.
(63) التعريف بالمصطلح الشريف ص 110
(64) نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ص 129 .
(65) جريدة الرياض (عدد 11296 تاريخ 14/2/1420هـ ).
(66) تاريخ اليمامة ( 3/342).
(67)علماء نجد خلال ثمانية قرون (6/ 393).
(68) غاية الأماني في أخبار القطر اليماني ليحيى بن الحسين بن القاسم (1/292 ), تحقيق/ د سعيد عاشور, قوافل الحج المارة بالعارض للعساكر ص 10.
(69) المخصص ابن سيده (1/116)
(70) لسان العرب لابن منظور(4/284) .
(71) تاج العروس الزَّبيدي (1/2825).
(72) تاريخ أبى الفداء (1/117).
(73) الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني (6/147).
(74) شرح ديوان ابن المقرب تحقيق/ عبد الخالق الجنبي (2/952). تاريخ ابن لعبون ص 62.
(75) تاريخ ابن خلدون (6/ 12).
(76) انظر ما كتبه د/ محمد خليل عن إمارة بني ثعلب في كتابه تاريخ الخليج وشرق الجزيرة (19 ـــ81), وفي كتابه الآخر آل إبراهيم العيونيين في بلاد البحرين (49 ـــ67).
(77) نهاية الأرب في معرفة الأنساب العرب القلقشندي ص ( 331 ) رقم 1324 .
(87)جمهرة أنساب الأسر الجاسر( 1/240) .
(79) آل إبراهيم العيونيين في بلاد البحرين ص 33 ومرجعه ” قلائد النحرين لناصر الخيري ص 128 وعقد اللأل في تاريخ آوال ص 85″ وانظر ديوان ابن المقرب (2/910).
(80) انظر ما كتبه د/ محمد محمود خليل عن (إمارة بني ثعلب ـ القرمطية الثانية ــ آل زجاج ـــ آل عياش ).في كتابه تاريخ الخليج وشرق الجزيرة العربية ص 83 .
(81) شرح ديوان ابن المقرب تحقيق/ عبد الخالق الجنبي (2/979).
(82) تاريخ ابن لعبون ص 62.
(83) تاريخ ابن لعبون ص 64 .
(84) تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد لابن عيسى ص 177, وعقد الدرر لابن عيسى ص 60,الأخبار النجدية الفاخري تحقيق/ د عبد الله الشبل ص 188وغيرها .
(85) قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان ص119.
(86) جمهرة أنساب العرب ص 290
(87) جمهرة النسب ص 334 ومعنى عشرهم: أخذ عشر أموالهم, وحشرهم : جمعهم لإرسالهم في البعوث .
(88) الإصابة في معرفة الصحابة ابن حجر العسقلاني(3/307).
(89) صبح الأعشى للقلقشندي (4/143).
(90) معجم البلدان (2/142) .
(91) وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ابن خلكان( 1/364).
(92) تاريخ ابن خلدون ( 6/ 12).
(93) جمهرة أنساب العرب ابن حزم ص 291.
(94) جمهرة النسب للكلبي ص 340
آل عصفور أسرة حكمت الخليج مئة وخمسين عاما خالد النزر ص (37 ــ 38).
(96) عشائر العراق العزاوي 4/78, مسائل من تاريخ الجزيرة للظاهري ص 226, مجلة العرب ج 8,7 س17 محرم وصفر 1403هـ المجلد 17ص 510
(97) أنساب الأسر الحاكمة في الأحساء الظاهري (1/291).
(98) تاريخ اليمامة عبد الله بن خميس ص328 .
(99) تاريخ اليمامة عبد الله بن خميس ص329, وللاستزادة أنظر تاريخ ابن غنام ص 161, وابن بشر (1/163).
(100) تاريخ ابن لعبون ص 62 .
(101) التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية لمحمد بن خليفة النبهاني ص 65.
(102) أنساب الأسر الحاكمة في الأحساء مع مقدمة الجاسر للكتاب .
(103) نسب معد واليمن الكبير (1/106 )
(104) تاريخ الرسل والملوك الطبري(3/315).
(105) جمهرة النسب ص 333 .
(106) أنظرها في (2/963, 971, 972, 1031, 1124).
(107)أنظرها في (2/1048,1031,972,971,963 ).
(108) مسالك الأبصار لابن فضل الله العمري ص 151,ومجلة العرب س 16 ص 779 .
* قال الجنبي: (3/144) محقق ديوان ابن المقرب: أن (الشارح معاصر للشاعر إن لم يكن الشاعر نفسه أو أملاه على الشارح).
(109) شرح ديوان ابن المقرب تحقيق/ عبد الخالق الجنبي (2/959).
(110) شرح ديوان ابن المقرب تحقيق/ عبد الخالق الجنبي (2/958).
(111) شرح ديوان ابن المقرب تحقيق/ عبد الخالق الجنبي (2/960).
(112) تاريخ الرسل والملوك الطبري (3/315).
(113) الأخبار الطوال لأحمد الدينوري( ت 282هـ) ص 514.
(114) (الشغب تهييج الشر وإثارة الفتن والاضطراب (المعجم الوسيط 1/486)
(115) الأغاني للأصفهاني (4 / 99), والجماميح: ما نبت على رؤوس القصب مجتمعاً وواحدة جماح،فإذا دق تطاير,وبروق: نبت ضعيف.
(116) أنظره في هامش ص 91.
(117) المرجع دار الفتوى : www.darfatwa.gov
(118) عائلات لبنان لحسين حمية(قباني).
(119) الأعلام للزركلي في ترجمته لأبي خليل القباني (1/248), معجم الأسر والأعلام
الدمشقية للصواف ص 32 و 414, دفاتر شامية عتيقة لأحمد ايـبش ص 170 و 193و
269 ), الموسوعة العربية cd 2001م إنتاج شركة العريس للكمبيوتر.
(120) معجم الأسر والأعلام الدمشقية (2/791).
(121) واحة الشعر الشعبي لابن حمير(4/ 137,133), نظم الجواهر في أشعار الدواسر لابن نادر ص 261 .
(122) تاريخ الأفلاج ص161 .
(123) جمهرة النسب للكلبي ص 615,جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 331 .
(124) سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد لمحمد بن يوسف الصالحي الشامي(3/182). العمدة في محاسن الشعر وآدابه لابن رشيق القيرواني (1/1217).
وللاستزادة انظر مقالي في جريدة الجزيرة بعنوان “ألقاب ملوك الأزد” عدد (13044) المنشور بتاريخ
11/6/ 1429هـ ..
(125) معجم الأمثال العربية خير الدين شمسي باشا (1/414).
(126) منتخبات في أخبار اليمن لنشوان بن سعيد الحميري ص 95 .
(127) النفحة العنبرية في أنساب خير البرية لمحمد بن أبي الفتوح اليماني ص 197
المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية المنطقة الشرقية (البحرين قديـــما) القســم الثاني (ح ـ ش) لحمد الجاسر منشورات دار اليمامة ـ الرياض 1400هـ.
(129) مجلة الواحة العدد السادس والعشرون ـ الربع الثالث عام 2002 م).
(130) تاريخ الطبري ج4 ص 1519 وتاريخ ابن الأثير 4 ص 381 .
(131) تاريخ دمشق لابن عساكر(37/180),
(132) ولاة مصر لمحمد بن يوسف الكندي ص 123 .
(133) انظر معجم المناهي اللفظية لبكر أبو زيد ص 181.
(134) معجم المناهي اللفظية لبكر أبو زيد ص 181.
(135) اليمامة العدد135 رجب 1383هـ.
(136) تاريخ الأفلاج وحضارتها لعبد الله بن عبد العزيز آل مفلح الجذالين ص 142 .
(137) إسعاف الأعيان في أنساب أهل عمان لسالم السيابي ص 45 .
(138) المصدر السابق ص 164 .
(139) ملامح من التاريخ العماني لسليمان بن خلف الخروصي ص 284 .
(140) المصدر السابق ص 285 .
(141) سير أعلام النبلاء للذهبي 19/164.
(142) معجم قبائل العرب لكحاله (4/23) .
(143) قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان القلقشندي ص 119 .
(144) مخطوط مطالع السعود للذكير حوادث سنة1015هـ.
(145) أنظر هذه بلادنا البير / للأستاذ / محمد الحمدان ص 26, 27
كتبة الفقير الى الله
مسفر بن محمد الشرافي