مفرج الضيقات وأنا ابن غزي
في كتاب ماتقارب سماعة وتباينت أماكنة وبقاعة تأليف الشيخ : محمد بن عبدالله بن بليهد ذكر في ص 164ـ166 عند الحديث عن موقع المربع وموقعه معروف أقرب مايليه العمار في جهته الجنوبيه ووادي القعير في جهته الشمالية وكلا الموضعين سواء في المسافة لان المربع يقع في نصف الطريق بينهما ، ووادي القعير هو الذي حدثني عنه نقا القصاص من قبيلة الدعاجين ، قال أتينا ونحن اثنا عشر ” حنشوليا” وكان الناس في وقت الربيع ، فكمنا في وادي القعير ومعنا رجل يحمل بندقية من المقاميع ونحن على طريق أهل المذنب الذين خرجوا ليأتوا بالعلف لسوانيهم وكلما وصل الينا قسم ” مسكناهم ” في بطن الوادي ، وكتفنا الرجل منهم والذي جعلنا نتغلب عليهم هو صاحب البندقيه لانه يتهددهم بها فإذا رأوه يصوبها نحوهم استسلموا فلما كمل عندنا خمسة عشر حمارا ،وثمان من الابل جاء رجل بمفرده على راحلته (محملها ) عشبا ، وكان معه شوم (( شوم وهي العصا الغليضة)) يخبئها في وسط الحشيش فقلنا لصاحب البندقية واثنين معه اذهبوا إليه واتونا به وبراحلته فذهبوا إليه ولما قربوا منه قالوا له : انزل عن الراحلة ، فقال دعوني ، فانني ضعيف وليس عندي (لمعاويدي ) إلا ما على ظهر هذه الناقه، وكان يقصد صاحب البندقيه ، ويتحين غفلته ، فما كان منه الا أن أطلق الشومة بحركه لم يشعر صاحبنا الذي يحمل البندقية إلا وقد انكفأ على الارض من ضربه عاجلة جعلته يفقد وعيه وأخذ يعتزي له ( مفرج الضيقات وأنا ابن غزي ) ، وأخذ البندقية مع ما يتبعها من الرصاص والبارود وتوجه نحو صاحبينا وهو يتهددهما ببندقيتنا فاستسلمنا وكتفهما وساقهما الى محلنا في الوادي فما شعرنا الا ورفاقنا قد جاء بهم يسوقهم مكتوفين فقال لنا والبندقيه في يده – (والله يامن احترك منكم أن يذوق الموت فاتجه نحو واحد من الحضر وأطلقه وقال أطلق أصحابك فأطلقهم واحد واحدا ثم قال للحضر كتفوا الاعراب فكتفونا ، فقال للحضر كل يأخذ زمالته (( زمالته : دابته )) ويشيل حشيشه فقلنا هل مات صاحبنا أم حي – نقصد صاحب البندقيه – فقال لاصحابه ، اذهبوا بهم الى البلد وأنا سأذهب الى صاحبهم ، فلما جاءهـ وجده حيا فحمله على راحلته وجاء به ،فلما وصلنا المذنب وكان أميره في ذلك الوقت فهد بن عبدالكريم العقيلي .. أخذ جميع الحضر وحبسهم ما عدآ ابن غزي الذي فك أصحابه وأسرنا ونحن أثنا عشر رجلا ً وقد أكرمه الأمير وذبح له شاةٌ ودعانا عليها معه وقال لنا لما أجتمعنا على مائدته , سموا حياكم الله على ذبيحة صاحبكم إنها ليست بأوله , فله سوابق كثيره من هذا النوع .
بقلم الاستاذ / ابرهيم بن حمد ال الشيخ